على عكس الحبوب المكررة أو المقشورة، فإن تناول الحبوب الكاملة له فوائد صحية عديدة. تشمل هذه الخصائص، الحد من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة كمرض السكري، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، لاحتوائها على كميات عالية من فيتامينات ب، البروتين والألياف الغذائية.
ولكن ما هي فوائد الحبوب الكاملة للأطفال؟ خصائصها ودورها في تأمين العناصر الغذائية الضرورية لنموهم؟ تابعي مقالنا التالي، الحبوب الكاملة للأطفال، لتتعرفي على أهميتها لصحة جهازهم الهضمي، وظائف خلايا الجسم، نمو وصحة الأطفال.
ما هي الحبوب الكاملة؟
الحبوب الكاملة هي بذور بعض النباتات العشبية، من عائلة القمح، وأشهر أصنافها: الذرة والأرز والقمح. يمكن أيضًا اعتبار بذور بعض النباتات غير العشبية (أو الحبوب الكاذبة) من الحبوب الكاملة. وتشمل هذه النباتات الحنطة السوداء والكينوا والكزبرة. تتكون هذه الحبوب من ثلاثة أجزاء وهي:
- النخالة: وهي الطبقة الخارجية الصلبة من الحبوب، التي تحتوي على الألياف، المعادن ومضادات الأكسدة.
- السويداء: الطبقة الوسطى من الحبوب، والتي تتكون في الغالب من الكربوهيدرات.
- الجنين: الطبقة الداخلية من الحبوب التي تحتوي على الفيتامينات، والمعادن والبروتينات، والمركبات النباتية.
يمكن أن تؤكل الحبوب الكاملة الجاهزة بعدة طرق، طالما أن الأجزاء الثلاثة المكونة لهذه الحبوب موجودة في المنتج النهائي. في الحبوب المكررة، يتم فصل الجنين والنخالة عن البذور وتبقى السويداء فقط. وعلى الرغم من أن بعض الفيتامينات والمعادن في الحبوب المكررة لا تزال موجودة، إلا أنها غير مفيدة للأطفال مثل الحبوب الكاملة.
بعض أنواع الحبوب الكاملة وفوائدها لطفلك:
إليك بعض أنواع الحبوب الكاملة التي يمكنك إضافتها إلى النظام الغذائي لطفلك، حتى تضمني تزويده بأهم العناصر الغذائية، والفيتامينات الضرورية لنموه، إذ ينصح بتزويد النظام الغذائي لطفلك بالحبوب الكاملة، وتجنب تقديم الوجبات الخفيفة له، مثل الكعك والبسكويت التي تحتوي على الحبوب المكررة، والكثير من السكر والزيت. وإليك بعض أنواع هذه الحبوب الكاملة:
الجاودار الكامل:
كمية العناصر الغذائية في الجاودار لا مثيل لها بين الحبوب الكاملة الأخرى. يحتوي الجاودار على حوالي 4 أضعاف الألياف الموجودة في القمح الكامل، ويمكن أن يوفر حوالي 50٪ من احتياجات جسم طفلك اليومية من الحديد.
الشوفان الكامل:
على الرغم من إزالة حوالي 5٪ من نخالة الشوفان أثناء المعالجة، إلا أنه يمكن اعتبارها حبوب كاملة. فوائد الشوفان الصحية كثيرة لطفلك. فدقيق الشوفان مصدر جيد للمغنيسيوم والحديد ومضادات الأكسدة. كما أنه غني بالألياف والبروتين. كوب واحد من الشوفان يحتوي على 75٪ من احتياجات الجسم اليومية من الألياف، و 25٪ من احتياجاته من البروتين. يمكنك استخدام دقيق الشوفان في مجموعة متنوعة من السلطات، وبعض أنواع الشوربات. أيضًا، يتميز دقيق الشوفان بأن تحضيره لا يستغرق الكثير من الوقت، ويكون جاهزًا في بضع دقائق فقط.
القمح الكامل:
يتميز القمح الكامل بأنه متاح بسهولة، وبأسعار معقولة. عليك فقط الانتباه، عند شراء منتجات معلبة مصنوعة من القمح، أن يكون هناك عنوان مكتوب “مصنوع من القمح الكامل” على المنتج. يمكن أن تحتوي كل حصة من القمح على 2 إلى 3 غرامات من الألياف، إضافة إلى الفيتامينات الضرورية لصحة طفلك.
الأرز البني:
يحتوي الأرز البني على مضادات الأكسدة، المغنيسيوم، الفوسفور وفيتامينات ب، التي تتوفر بكثرة في نخالة الأرز، وهي ضرورية لنمو طفلك. حيث يخسرها في حال قدمت له الأرز الأبيض بدلًا من الأسمر، فمن المعلوم أن قشر الأرز يفقده حوالي 75٪ من عناصره الغذائية. وأهم ما يميز الأرز البني بأنه خالي من الغلوتين، لذا فهو مناسب تمامًا للأطفال الذين لديهم حساسية منه.
القمح الأسود:
عبارة عن حبوب كاملة خالية من الغلوتين ومليئة بالعناصر الغذائية. وهي حبوب كاذبة، لأنها بذرة تُستخدم بطريقة مشابهة للحبوب، إلا أنها لا علاقة لها بالقمح. تمتلئ بذور الحنطة السوداء بالعناصر الغذائية مثل المنغنيز، المغنيسيوم، النحاس، الفوسفور، الحديد، فيتامينات ب والألياف. كما أنها خالية من الغلوتين بشكل طبيعي. علاوة على ذلك، فإن قشر الحنطة السوداء هو مصدر كبير للنشاء المقاوم، وهو نوع من الألياف الغذائية التي تغذي بكتيريا الأمعاء الصحية. كما أن الحنطة السوداء هي واحدة من أفضل مصادر الحبوب من حيث محتوى المغنيسيوم، الذي يتمتع بالعديد من الخصائص كـ تحسين وظيفة الأعصاب. أما المنغنيز فيساعد على تحسين وظائف المخ.
الکینوا:
تزرع الكينوا في أمريكا الجنوبية منذ القدم، وتتميز بأنها مليئة بالفيتامينات والمعادن والبروتين والدهون الصحية والألياف أكثر من الحبوب الشائعة الأخرى مثل القمح الكامل والشوفان وغيرها الكثير. كما أنها غنية بمضادات الأكسدة مثل كيرسيتين وكايمبفيرول، والتي تحارب الجذور الحرة. علاوة على ذلك، تتميز بأنها من النباتات القليلة التي توفر البروتينات الكاملة، التي تحتوي على الأمينات التسعة الأساسية الضرورية لتعزيز صحة الدماغ.
حبوب الذرة:
تحتوي الذرة الكاملة على نسبة عالية من المنغنيز والمغنيسيوم والزنك والنحاس والفوسفور والبوتاسيوم وفيتامينات ب والألياف إضافًة إلى مضادات الأكسدة التي تتوفر بكثرة في الذرة الصفراء والتي تحمي من الإصابة بالتنكس البقعي وإعتام عدسة العين، وهما سببان رئيسان للعمى. الذرة الكاملة صحية ومفيدة للغاية لطفلك، إذ أنها تعمل على زيادة البكتيريا المفيدة في الجهاز الهضمي وتقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والالتهابات المزمنة.
بذرة التاج أو الكزبرة:
تحتوي بذور الكزبرة على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة والتي تجعلها بروتينًا كاملاً. لذا عندما يتعلق الأمر بالبروتين، تظهر بذور الكزبرة أهميتها. بذور الكزبرة غنية بالمغنيسيوم والفوسفور، ولها خصائص مضادة للالتهابات أيضًا. كما أنها مفيدة للأطفال الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية بسبب نقص الغلوتين. يمكنك استخدام بذور الكزبرة في الحساء وشوربات الخضار.
برغل القمح (القمح المجروش):
نحصل على البرغل من القمح المجروش، ويعد من الحبوب الشائعة في مطبخ الشرق الأوسط. تضاف هذه الحبوب الكاملة إلى الشوربات والخضروات المحشية والسلطات، مثل التبولة. يتميز البرغل بأنه قليل الدسم ومليء بالمعادن مثل المغنيسيوم والمنغنيز والحديد، كما أنه مصدر رائع للألياف، وهي مادة غير قابلة للهضم توجد في الأطعمة، ويتميز البرغل بقدرته على تقليل الالتهابات، وتخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطانات، مثل سرطان القولون والمستقيم، إلا أن قمح البرغل يحتوي على الغلوتين، مما يجعله غير مناسب للأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه الغلوتين.
الدخن:
يعرف الدخن بأنه غذاء أساسي للطيور، إلا أنه كان جزءًا من المطبخ البشري لآلاف السنين، ويعتبر مكونًا أساسيًا في الهند والصين وإفريقيا وإثيوبيا ونيجيريا وأجزاء أخرى من العالم. ويعد الدخن من الحبوب الكاذبة، وهو مصدرًا كبيرًا للمغنيسيوم والمنغنيز والزنك والبوتاسيوم والحديد وفيتامينات ب والألياف. كما أن حبوب الدخن خالية من الغلوتين بشكل طبيعي، لذا فهو غذاء مناسب للأطفال الذين يعانون من حساسية الغلوتين.
الشعير الكامل:
على الرغم من أن الشعير ليس شائعًا مثل الحبوب الكاملة الأخرى، إلا أنه يعد من الحبوب متعددة الاستخدامات التي تم استهلاكها منذ آلاف السنين، وتتميز بكونها صحية بشكل لا يصدق. يتواجد الشعير بنوعين رئيسين: الشعير الكامل أو المقشر، والذي يعد من الحبوب الكاملة، حيث تتم معالجته بشكل ضئيل، ويتميز بأنه غني بالمعادن مثل السيلينيوم والمنغنيز والمغنيسيوم والزنك والنحاس والحديد والفوسفور والبوتاسيوم، وكذلك فيتامينات ب والألياف. إلا أنه يحتوي على الغلوتين، لذا فهو غير مناسب لنظام غذائي خالٍ من الغلوتين.
شروط شراء منتجات الحبوب الكاملة للأطفال
تبحث أغلب الأمهات عن منتجات الحبوب الكاملة للأطفال لتقدمها كوجبة تضمن توفير الغذاء الذي تحتاجه أجسامهم. وتشمل منتجات الحبوب الكاملة للأطفال، المنتجات المصنوعة من الحبوب الكاملة للشوفان والدخن والأرز البني والجاودار الكامل والشوفان والحنطة السوداء والشعير والذرة، وتعد بعض أنواع الخبز والمعكرونة وحبوب الإفطار أبرزها. لذا ننصحك سيدتي قبل شراء منتجات الحبوب الكاملة بما يلي:
- اقرأي الملصق على المنتج بعناية للتأكد من أنها مصنوعة من الحبوب الكاملة، ولا تحتوي على خليط من الحبوب الكاملة المكررة.
- انتبهي أيضًا إلى محتوى السكر في المنتج، وخاصة حبوب الإفطار، التي يفضلها أطفالك دومًا، كوجبة فطور شهية، حيث أنها غالبًا ما تحتوي على نسبة عالية من السكر المضاف. فمجرد كتابة اسم المنتج على العبوة بأنه من الحبوب الكاملة لا يعني بالضرورة أن المنتج صحي.
طرق تضمين الحبوب الكاملة في النظام الغذائي للأطفال
هناك عدة طرق يمكنك من خلالها تضمين الحبوب الكاملة للأطفال في نظامهم الغذائي. ربما تكون أسهل طريقة لزيادة كمية الحبوب الكاملة التي تقدميها لطفلك هي استخدامها بدلاً من الحبوب المكررة في النظام الغذائي، كاستخدامها وفق التالي:
- إذا كنت تخططين لاستخدام المعكرونة، فمن الأفضل استخدام معكرونة القمح الكامل.
- استخدام الشعير في حساء الخضار. وتقديم خبز الشعير في وجبتي الإفطار والعشاء.
- حضري شوربة الشوفان مع بعض الخضار أو قطع الدجاج.
- استخدمي دقيق الحبوب الكاملة، مثل دقيق القمح الكامل في الطهي.
- استبدلي الأرز البني بالأرز الأبيض، أو استخدمي الحبوب الكاملة الطازجة مثل الكينوا.
- لتحضير الحنطة السوداء، أضيفي كوب واحد منها إلى كوبين من الماء واتركيها حتى الغليان. خففي الحرارة واتركيها لمدة 10-15 دقيقة أو حتى تنضج.
- حضري الفشار لطفلك، والذي يعد أحد أفضل الأطعمة الخفيفة الصحية التي يمكنك تقديمها له، فالفشار هو نوع خاص من الذرة نحصل عليه تحت حرارة عالية. ويتميز بأنه طعام مصنوع من الحبوب الكاملة. يحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية الهامة مثل المنغنيز والمغنيسيوم والزنك والنحاس والفوسفور والعديد من فيتامينات ب، كما أنه غني بالألياف بشكل لا يصدق.
طرق تشجيع طفلك على تناول المزيد من الحبوب الكاملة
إليك بعض الطرق التي ستشجع طفلك على تناول الطعام المحضر من الحبوب الكاملة، حيث أن تقديم الحبوب الكاملة للأطفال ضروري لتعزيز نموهم. وإليك بعض هذه الطرق التي تساعدك على تحقيق ذلك:
- تقديم الأطعمة المفضلة للطفل المحضرة من الحبوب الكاملة: نظرًا لأن العديد من الأطفال لديهم رغبة قوية في تناول أنواع مختلفة من المعكرونة، فإن تحضير هذه الأطعمة من المعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة، والتي تتوفر بكثرة في السوق اليوم، يمكن أن تجعل الطفل يستهلك كمية أكبر منها. فهي من الأطعمة الغنية بالألياف إذ تحتوي المعكرونة المصنوعة من القمح الكامل ما يعادل 2.5 مرة ألياف مقارنةً بالمعكرونة العادية. بالإضافة إلى ذلك فإنها تؤمن المزيد من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء لجسم طفلك، مما يعطيه شعورًا بالشبع لفترة أطول ويجنبه السمنة التي تحدث عند الأطفال.
- استخدام الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة في المنزل: يمكن للأمهات تشجيع أطفالهن على تناول المزيد من منتجات الحبوب الكاملة عن طريق تغيير نوع الخبز الذي تستهلكه الأسرة وتحويله من الخبز المصنوع من الدقيق الأبيض إلى الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة. حاليًا، أفضل أنواع الخبز المصنوعة من الحبوب الكاملة هي خبز الجاودار وخبز الشعير وخبز القمح الكامل.
- شجعي طفلك على تناول دقيق الشوفان الممزوج بالحليب على الإفطار: فدقيق الشوفان المقشر من أفضل الحبوب الكاملة، ويمكن تحضيره بخلط 3 إلى 4 ملاعق كبيرة في كوب من الحليب وتسخينه قليلاً.
- شراء رقائق الذرة المصنوعة من الحبوب الكاملة: يُنصح الآباء الذين يريدون أن يستهلك أطفالهم رقائق الذرة بشراء رقائق الذرة المصنوعة من الحبوب الكاملة، مع التأكيد على وجود كلمة “الحبوب الكاملة” مكتوبة على العلبة.
- تقديم البسكويت المحضر من الحبوب الكاملة ليأكله الطفل كوجبة خفيفة: من الأفضل للآباء تعويد أطفالهم على تناول بسكويت دايجستيف منذ سن مبكرة بدلاً من البسكويت الحلو. لأن هذه الأنواع من البسكويت مصنوعة من الحبوب الكاملة.
متى يجب عليك تجنب تقديم الحبوب الكاملة لطفلك؟
في حين أن تناول الحبوب الكاملة قد لا يمثل مشكلة بالنسبة لمعظم الأطفال، إلا أن الأطفال الذين يعانون من حساسية الغلوتين، يجب عندئذ تجنب تقديمه لهم، حيث يحتوي القمح والشعير والجاودار على الغلوتين. والغلوتين هو بروتين لا يستطيع بعض الأطفال تحمله أو قد يكون لديهم حساسية تجاهه. يمكن أن تسبب حساسية الغلوتين، أو الداء البطني (سوء الامتصاص)، مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك التعب وعسر الهضم. الحبوب الكاملة الخالية من الغلوتين مثل الحنطة السوداء والأرز والشوفان وبذور الكزبرة هي خيارات جيدة للأطفال المصابين بهذه الأمراض، ومع ذلك، يعاني بعض الأطفال من مشاكل في الجهاز الهضمي مع أي نوع من أنواع الحبوب.
نصيحة أخيرة
إذا كان لديك طفل لديه حساسية تجاه الطعام، وخاصة بعض الأطعمة المحددة، و إذا كنت لا تعرفين تاريخ الإصابة بالحساسية الغذائية الوراثية، عليك استشارة طبيب التغذية قبل إدخال الحبوب الكاملة للأطفال في نظامهم الغذائي.
المصادر