الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي لا يزيد من فرص العلاج فحسب، بل يمنع أيضًا مضاعفاته النفسية والعائلية والاجتماعية. تتمثل إحدى طرق الكشف والتشخيص المبكر لسرطان الثدي في إجراء فحص ذاتي للثدي، أو فحص ثدييك بنفسك. وهو إجراء يمكنك إجراؤه بسهولة في المنزل. إذ يمكن للفحص المنزلي أن يساعد في التشخيص والعلاج المبكر، خاصةً عند الأشخاص الذين ليس لديهم أدوات تشخيص متقدمة مثل التصوير الشعاعي للثدي، أو التصوير باستخدام الموجات الصوتية. تابعي مقالنا التالي لتعرفي أكثر عن خطوات إجراء الفحص الذاتي للثدي في المنزل.
أسباب الإصابة بسرطان الثدي
ينشأ السرطان عن تحول خلايا عادية إلى أخرى ورمية في عملية متعددة المراحل، تتطور عموماً إلى ورم خبيث. وتنجم هذه التغيرات عن التفاعل بين العوامل الوراثية للمرأة إضافًة إلى ثلاث فئات من العوامل الخارجية، منها ما يلي:
- العوامل المادية المسرطنة، مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤيّنة.
- العوامل الكيميائية المسرطنة، مثل الأسبستوس ودخان التبغ، والزرنيخ الذي يعد أحد ملوّثات مياه الشرب.
- العوامل البيولوجية المسرطنة، مثل الالتهابات الناجمة عن بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات.
ما هو الفحص الذاتي للثدي؟
هو فحص تستطيع أي سيدة القيام به بنفسها في المنزل للحظ أي تغيرات في بنية أو حجم ثدييها، ستصبحين على دراية بخصائص ثدييك وستكونين قادرة على اكتشاف أي تغييرات في المراحل المبكرة، وللعلم فإن 70 ٪ من سرطانات الثدي يتم اكتشافها من قبل صاحبة العلاقة. ينطبق هذا الفحص على أي امرأة وفي أي عمر، ويستغرق منك 15 دقيقة فقط كل شهر. من المهم معرفة أن الفحص الشهري الذاتي للثدي لا يمكن أن يحل محل الفحص السريري، من قبل الطبيب أو إجراء التصوير الشعاعي للثدي في المركز، وهو في الواقع مفيد في الفترة الفاصلة بين الزيارات الطبية. لذلك، يجب إجراء فحوصات منتظمة على فترات من 6 إلى 12 شهرًا من قبل الطبيب جنبًا إلى جنب مع الفحص الذاتي.
ما هي فوائد الفحص الذاتي للثدي؟
تحتاج النساء إلى معرفة شكل ثديهن الطبيعي حتى يتمكنن من اكتشاف التغيرات التي تطرأ على ثديهن في أسرع وقت ممكن. لذا يجب إطلاع النساء على فوائد فحوصات الثدي والحالة الطبيعية للثدي في سن العشرين. حيث يتم تشخيص معظم أنواع السرطان في المراحل المبكرة، عندها تكون هناك فرصة جيدة للعلاج الناجح. أكثر من نصف حالات السرطان التي تم تشخيصها أثناء فحص الثدي في مرحلة مبكرة جدًا، حيث تكون الكتل السرطانية صغيرة ولم تنتشر في الغدد المحيطة بالثدي، مما يوفر فرصة جيدة لاستئصالها بدلاً من استئصال الثدي.
الوقت المثالي لإجراء الفحص الذاتي للثدي
- يجب أن تخضع المرأة للفحص الذاتي للثدي بدءًا من سن العشرين. ويعد أفضل وقت لإجراء الفحص الذاتي الشهري للثدي هو في اليوم الثاني أو الثالث بعد الدورة الشهرية. بعبارة أخرى، يعد اليوم التاسع أو العاشر من الحيض وقتًا جيدًا لإجراء الاختبار. في هذا الوقت، يكون الثديان أقل حساسية وثقلاً، ولا يكونان طريين أو متورمين، وبالتالي يكون الفحص أسهل وتكون نتيجة الفحص أكثر دقة.
- إذا لم تحيضي لأي سبب من الأسباب، قومي بفحص ثدييك بنفسك في يوم محدد من كل شهر، مثل اليوم الأول من الشهر. كما يفضل إجراء الفحص عند المرضع بعد الرضاعة الطبيعية وتفريغ الثدي.
- في حال تمت إزالة الرحم جراحيًا، قومي بإزالة المبايض ولكن إذا بقي المبيضان في جسمك وأنت في سن مبكرة، فالفحص يجب أن يكون أكثر شمولاً. وتعد هذه الحالة أكثر شيوعًا عند النساء ممن هن في مرحلة سن اليأس.
- إذا كنت تتناولين علاجًا هرمونيًا يفضل التحدث إلى طبيبك حول الموعد الأفضل لإجراء الفحص الذاتي. استشيري طبيبك على الفور إذا لاحظت أية تغييرات عند لمس الثدي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن معظم أورام الثدي حميدة، لكن التشخيص النهائي يتم من قبل طبيب متمرس.
كيف يتم إجراء الفحص الذاتي للثدي؟
يجب إجراء الفحص الذاتي للثدي كل شهر في تاريخ محدد وبطريقة محددة، إذ يتضمن مرحلتين كالتالي:
فحص المظهر من خلال النظر:
في بعض الحالات، يمكن أن تسبب أمراض الثدي، وخاصة سرطان الثدي، تغيرات في مظهر الثدي يمكن اكتشافها وتحديد أعراضها الجسدية من خلال النظر إلى الثديين. لذلك، يجب أن تكوني على دراية بمظهر ثدييك لتتمكني من اكتشاف أي تغييرات محتملة تحصل لهما.
اللمس للكشف عن الكتل:
من الأفضل أن تستلقي على ظهرك عتد فحص الثدي باللمس. يؤدي هذا الوضع إلى انتشار أنسجة الثدي على أوسع نطاق ممكن على الصدر، مما يؤدي إلى أدنى ارتفاع ممكن. لفحص الثدي بشكل صحيح عند لمسه، من الأفضل استخدام نهاية آخر 3 فقرات من الأصابع الوسطى (وليس أطراف الأصابع). يسمى هذا الجزء نعومة الإصبع، وهو أكثر حساسية للمس من الأجزاء الأخرى. لا تضغطي أبدًا على الثدي بين أصابعك لأنك تشعرين بوجود ورم خاطئ. بينما لا توجد كتلة حقًا.
خطوات الفحص الذاتي للثدي
الخطوة الأولى:
قفي أمام مرآة واسعة واتكئي على صدرك في أربعة أوضاع:
- ضعي يديك على جانبي الجسم وانظري إلى الثدي.
- ارفعي يدك منبسطة من جانب رأسك.
- اثني اليد من الكوع واضغطي عليها حتى الخصر .
- اسحبي يدك بشكل مستقيم للأمام وانحني قليلاً للأمام.
في كل من المواقف المذكورة أعلاه، انظري بعناية عن كثب إلى الثدي. ولاحظي حدوث أية تغييرات أو أية أعراض غير طبيعية، مثل الجلد الغائر أو الحلمة الغائرة، أو ترهل الجلد أو الحلمة، أو القروح المزمنة أو تقشر الحلمة، أو مظهر للثدي كقشرة البرتقال. يضاف على تلك التغييرات غير الطبيعية، احمرار أو وجع في الثدي، تحجيم الحلمة، انحراف الحلمة، انتفاخ في جزء واحد من الثدي، أو انتفاخ الأوعية الدموية في جزء من الثدي. لا يعد عدم تناسق الثدي، إذا كان موجودًا خلقيًا أو أثناء البلوغ أو بعد الرضاعة الطبيعية مشكلة مهمة، ولكن يجب مراعاة أي تغييرات حديثة في حجم الثدي.
الخطوة الثانية:
- استلقي على ظهرك، وضعي يدك تحت رأسك، وافحصي الثدي الذي تريدين فحصه بالكامل باليد المقابلة. للقيام بذلك، استخدمي الطرف الناعم من الإصبع الثاني إلى الرابع وحرّكي أنسجة الثدي برفق وبحركة دائرية على الصدر. لفحص الثدي الأيمن، ضعي وسادة صغيرة تحت الكتف الأيسر واليد اليسرى تحت الرأس. يجب أن يكون كتفيك مرتفعين بدرجة كافية بحيث يكون ثديك الأيسر في منتصف صدرك ولا ينحرف في أي اتجاه. استخدمي اليد اليسرى دائمًا لفحص الثدي الأيمن ودائمًا اليد اليمنى لفحص الثدي الأيسر.
- المسي الثدي بالكامل، وحاولي تحسس نسيجه تمامًا، بحركات دائرية صغيرة بحجم عملة معدنية. تتم هذه الاجرائية من خلال قيامك بتدوير أصابعك على الصدر، باستخدام ثلاثة مستويات من الضغط (منخفض ومتوسط وعالي)، لفحص الثديين للحصول على تشخيص أكثر دقة، وإضفاء لمسة سطحية وعميقة في كل منطقة.
فحص الثدي في الحمام وأثناء الوقوف
يمكنك أيضًا إجراء فحص للثدي أثناء الاستحمام، يجب فحص المنطقة الواقعة بين الترقوة في الأعلى والقص والإبط على الجانبين وإصبعين أسفل الحافة السفلية للثدي في أسفل الملابس الداخلية. في هذه الحالة، يكون جلد الثدي أقل احتكاكًا عند اللمس بسبب الماء، وبالتالي يكون فحص الثدي أسهل. للقيام بذلك اضغطي برفق على الحلمة في نهايتها للتحقق من وجود أو عدم وجود إفرازات من الحلمة. راجعي الطبيب إذا شعرت بوجود كتلة أو تصلب في الثدي، أو إفرازات من الحلمة دون قلق، لأنه في كثير من الحالات ترتبط هذه الأعراض بأمراض الثدي الحميدة ويسهل علاجها. إذا كان ثدييك صغيرين، ضعي إحدى يديك أولاً على رأسك والمسي الجانب الآخر من الثدي بيدك. أما إذا كان ثدياك كبيرين، فمن الأفضل إمساك الثدي بيد واحدة وفحصه باليد الأخرى.
التغيرات التي تستدعي استشارة الطبيب نتيجة الفحص الذاتي للثدي؟
إذا لاحظت أي تغيرات في ثدييك، أو شعرت بأي كتلة في أنسجتهما أثناء الفحص، فعليك مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن، سواء كانت المشكلة في الثدي أو الجلد أو الحلمة. من الطبيعي أن تشعري بالقلق في مثل هذه الأوقات، لكن حاولي أن تتذكري أن 9 من كل 10 كتل في الثدي غير سرطانية. حتى لو كان الورم في ثديك سرطانيًا، فلا تشكي في أن التشخيص المبكر في الوقت المناسب والعلاج المناسب سيزيدان من احتمالية الشفاء التام. ومن أبرز هذه التغيرات:
- وجود الورم في الثدي.
- زيادة حجم الكتلة الموجودة بالفعل.
- أعراض جلدية مثل غرق الجلد أو الحلمة وانحراف الحلمة والاحمرار والتقرحات وغيرها.
- تقشر واحمرار وحكة في الحلمة.
- إفرازات غير طبيعية من الحلمة.
هل هناك ضرورة لفحص الثدي من قبل الطبيب؟
يجب أن يتم فحص جميع النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و 40 عامًا كل عام إلى عامين بواسطة جراح أو طبيب مدرب وخبير في أمراض الثدي في الحالات التالية:
- إذا كان لديك عامل خطر للإصابة بـ سرطان الثدي مثل تاريخ من الإصابة بسرطان الثدي لدى الأقارب من الدرجة الأولى.
- في حال مضى على الولادة الأولى لك أكثر من 30 عامًا.
- في حال البلوغ المبكر.
- انقطاع الطمث المتأخر.
- السمنة المفرطة.
توصيات منظمة الصحة العالمية للوقاية من سرطان الثدي
أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه على الرغم من تزايد عدد الإصابات بالمرض، فإنه من الممكن الوقاية من الإصابة به. وكانت هذه رسالة المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من الأمراض السرطانية، والذي يوافق الرابع من شهر فبراير (شباط).
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تناول غذاء صحي.
- تجنب الإكثار من الكحول.
- التقليل إلى الحد الأدنى من التعرض لـ الإشعاع المؤين.
- الفحص الدوري للثدي للتأكد من خلوه من الأورام.
- الإلتزام بأخذ اللقاحات ضد الالتهاب الكبدي فئة (ب) وضد فيروس الورم الحليمي البشري، التي تقيمن الإصابة بالأمراض السرطانية، مشددين على ضرورة تجنب البقاء لفترات طويلة للغاية تحت أشعة الشمس القوية.
نصيحة أخيرة
يعد الوعي بالفحص الذاتي للثدي وطريقة إجراءه الخطوة الأولى للوقاية من سرطان الثدي، والعلاج المبكر الناجح في حال اكتشافه، لذا تنصح السيدات بإجراء الفحص الدوري للثدي بأنفسهن لتجنب الإصابة بالمرض.
المصادر