تفضل العديد من النساء الولادة الطبيعية رغم آلام المخاض والولادة لعدم قدرتها على تحمل الألم بعد الولادة القيصرية، ومع ذلك يمكن أن يقرر الطبيب إجراء عملية قيصرية بسبب حدوث بعض المشاكل المختلفة أثناء المخاض.
من الطبيعي أن تشعر المرأة بعد خضوعها للولادة القيصرية بالألم الشديد، وذلك بسبب قص بعض الأعصاب الدقيقة التي يصعب تجنبها، وقد يستمر هذا الشعور لمدة 8 – 10 أيام، لذا يلجأ الأطباء لاستخدام مسكنات الألم شديدة المفعول، وذلك لإدارة الألم بعد الولادة القيصرية، والتسريع في الشفاء، إذًا ما هو أفضل مسكن بعد الولادة القيصرية؟ سنجيبك على هذا السؤال من خلال سطورنا التالية، لذا تابعي القراءة.
ما هي الولادة القيصرية؟
الولادة القيصرية هي ولادة طفل بعملية جراحية يتم فيها عمل شق في جدار البطن ورحم الأم فوق عظام العانة بشكل أفقي، يتم إجراؤها عادةً بهذه الطريقة لأنها توفر إغلاقًا أفضل لجدار البطن والرحم، مما يقلل من خطر حدوث تمزق الرحم في الحمل التالي، وألم أقل بعد الجراحة.
للوصول إلى عمق الرحم وإنجاب الطفل، من الضروري المرور عبر ما يصل إلى خمس طبقات من الأنسجة:
- الجلد.
- طبقة الدهون تحت الجلد.
- الصفاق الذي يغطي عضلات البطن، ولكن لا يتم قطع عضلات البطن، إنما يتم فتح فجوة بينها ويتم دفعها جانبًا.
- الغشاء البريتوني، (الغشاء الذي يحيط بجدار البطن من الداخل) حتى يصل إلى الرحم حيث تفصله الطبقة التي تغطيه وتربطه بالمثانة.
- الجزء السفلي من الرحم والكيس الأمنيوسي للسماح للسائل الأمنيوسي بالخروج، وأخيراً الطفل والمشيمة.
متى تكون الولادة القيصرية ضرورية؟
يتم تحديد مواعيد بعض العمليات القيصرية إذا كان الطبيب يعلم أن الولادة المهبلية ستكون محفوفة بالمخاطر. يمكن للأطباء تحديد موعد ولادة قيصرية في الحالات التالية:
- عندما يكون الطفل مقعديًا أو متقاطعًا (جانبيًا) في الرحم.
- إذا كان الطفل يعاني من عيوب خلقية معينة (مثل استسقاء الرأس الشديد).
- إذا كانت الأم تعاني من مشاكل في المشيمة، مثل المشيمة المنزاحة (عندما تكون المشيمة موجودة في الجزء السفلي من الرحم وتغطي عنق الرحم).
- إذا كانت الأم تعاني من حالة طبية معينة يمكن أن تجعل الولادة المهبلية خطرة عليها أو على الطفل (مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو حالة نشطة من الهربس التناسلي)، أو ارتفاع أو انخفاض السكر والضغط.
- الحمل بتوأم.
- إذا كانت الأم قد خضعت سابقًا لعملية جراحية في الرحم أو عملية قيصرية (على الرغم من أن العديد من هؤلاء النساء يمكن أن يلدن بأمان عن طريق المهبل بعد الولادة القيصرية).
- حدوث بعض التغييرات في معدل ضربات قلب الطفل، وهذا يعني أن الطفل لا يحصل على كمية كافية من الأكسجين.
أفضل مسكن بعد الولادة القيصرية
هناك نوعان من المسكنات التي تعمل على تخفيف حدة ألم الولادة القيصرية، منها ما يتم أخذها عن طريق الحقن لتسكين الألم أثناء وبعد الولادة القيصرية، وغالبًا ما تكون تحتوي على المورفين، ومنها ما يتم تناولها عن طريق الفم لتسكين الألم بعد الولادة القيصرية، وكل ذلك يعتمد على احتياجاتك الشخصية، ففي السطور التالية سوف نشرح لك عنها بالتفصيل:
مسكنات الألم الوريدية:
قبل البدء بإجراء العملية القيصرية، يوضع لك في أحد أوردة ذراعك أنبوب بلاستيكي رفيع (قسطرة)، ليمد جسمك بالسوائل أو المواد المخدرة أو المهدئات أو مسكنات الألم. وبعد الجراحة، تترك هذه القسطرة الوريدية في مكانها لتمدك بمسكنات الألم، التي يتم حقنها عبر مجرى الدم مباشرةً، مثل المواد الأفيونية، وهي المورفين أو الفنتانيل، وذلك على فترات منتظمة، وحينها لن تشعرين بشدة الألم بعد الولادة القيصرية لأن مفعول المواد الأفيونية سوف تسكن الألم أثناء الولادة القيصرية وبعدها ويستمر المفعول لبعد 24 ساعة من الولادة، ثم يحقن المزيد منها بجرعة حسب شدة الألم وبالكمية التي يحددها الطبيب.
تسكين فوق الجافية:
لتسكين الألم أثناء وبعد الولادة القيصرية، يقوم الطبيب بحقن المسكنات الأفيونية عبر قسطرة تدخل إلى الحيز فوق الجافية داخل القناة الشوكية، ولكن خارج السائل النخاعي الشوكي، غالبًا ما يبقي الطبيب القسطرة فوق الجافية في مكانها لعدة أيام، ليمد الجسم بالمسكن الأفيوني عند اللزوم للسيطرة على الألم بعد عملية الولادة القيصرية.
وهناك تسكين فوق الجافية يتيح للمرأة التي خضعت للولادة القيصرية التحكم في تسكين الألم، ويسمى (PCA)، تستطيع المرأة من خلاله أن تعطي نفسها جرعة من الدواء المسكن للألم بضغطها على الزر، كما أنه يحتوي على واقيات مدمجة حتى لا تعطي نفسها جرعة مفرطة من الدواء.
التخدير الشوكي:
يمكن أن يستخدم الطبيب التسكين الشوكي أثناء القيام ببعض العمليات القيصرية، وذلك عن طريق حقن المسكنات الأفيونية الشديدة المفعول مباشرةً داخل السائل النخاعي الشوكي.
المشكلة في التسكين الشوكي أنه لا يستمر لمدة طويلة لأنه لا يوجد قسطرة لتزويد الجسم بمزيد من المسكنات، لكنة أسرع وأسهل من التسكين فوق الجافية، لذلك يلجأ طبيب التخدير إلى إضافة المسكن الأفيون طويل المدى، ليسكن الألم لأطول فترة ممكنة بعد الولادة القيصرية.
مسكنات أخرى:
الغثيان والقيء والإمساك واحتباس البول والنعاس وضعف مهارات التفكير وضعف وظائف الجهاز التنفسي، كلها آثار جانبية قد تسببها المسكنات الأفيونية الوريدية مثل، الفنتانيل والهيدرومورفون والمورفين والأوكسيكودون والأوكسيمورفون والترامادول، أو المسكنات الأفيونية التي يمكن تناولها عن طريق الفم على شكل حبة وهي، الأوكسيكودون مع الأسِيتامينُوفين.
لذلك يمكن أن يصف لك الطبيب بعد الولادة القيصرية لتسكين الألم الشديد مجموعة من المسكنات للسيطرة على الألم وتخفيف الآثار الجانبية وتقليل المخاطر المرتبطة بالعقاقير الأفيونية، وهي كالتالي:
المخدرات الموضعية:
مثل الليدوكايين وبوبيفكايين، فهي تعمل على فقدان الشعور في منطقة شق القيصرية لفترة محدودة.
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs):
مثل الأيبوبروفين، ونابروكسين الصوديوم (أليف وأنابروكس) وسيليكوكسيب (سيليبريكس) أو كيتورولاك، تقلل هذه الأدوية من النشاط الالتهابي الذي يزيد من شدة الألم بعد الولادة القيصرية.
مسكنات غير أفيونية:
وتشمل الأسِيتامينُوفين، والكيتامين (كيتالار).
أدوية نفسية:
يمكن أن تُستخدم هذه الأدوية لتسكين ألم ما بعد الولادة القيصرية، وتشمل دواء ميدازولام المضاد للقلق والاكتئاب، أو مضاد الاختلاج جابابنتين وبريجابالين.
ما هي الأعراض الخطيرة بعد الولادة القيصرية التي تتوجب استشارة الطبيب؟
تحدثي إلى طبيبك إذا كانت لديك الأعراض التالية:
- حمى.
- علامات العدوى حول الجرح (تورم، احمرار، حرارة).
- ألم حول الجرح أو في البطن يأتي فجأة أو يزداد سوءًا.
- إفرازات مهبلية كريهة الرائحة.
- تبول مؤلم.
- صعوبة تحريك بطنك.
- الكثير من النزيف المهبلي.
- ألم في الساق أو تورم أو احمرار في الساقين.
- صعوبة في التنفس أو ألم في الصدر.
- ألم في أحد الثديين أو كليهما.
- مشاعر الاكتئاب.
- أفكار حول إيذاء نفسك أو إيذاء طفلك.
ماهي إيجابيات وسلبيات الولادة القيصرية؟
إيجابيات الولادة القيصرية:
- هي أكثر أمانًا من الولادة الطبيعية وخاصةً عند التخطيط المسبق لها.
- عند معرفة موعد العملية القيصرية مسبقًا تتيح للسيدة الوقت الكافي في إدارة وتنظيم أمورها الشخصية، كالتنسيق مع أحد الأقارب للمساعدة، أو أخذ إجازة الأمومة من العمل.
- تحمي الولادة القيصرية عضلة الحوض، وتصبح المرأة أقل عرضة للسلس البولي وهبوط الرحم.
سلبيات الولادة القيصرية:
- فترة التعافي تكون أطول مقارنة بالولادة الطبيعية.
- مدة المكوث في المستشفى أطول.
- يمكن أن يحتاج الطفل للأكسجين لبعض الوقت.
- احتمال أن يتعرض الجرح للفتق، أو الشعور بالألم بعد فترة طويلة من العملية.
- يمكن أن تكون كمية النزيف أكبر مقارنة بنزيف الولادة الطبيعية.
- نادرًا ما يحدث التصاق المشيمة في أسفل الرحم في الحمل التالي، مما يؤدي إلى مشاكل أثناء الولادة.
- تصبح نسبة الولادة القيصرية أعلى في الإنجاب المستقبلي.
نصائح للتعافي بسرعة بعد الولادة القيصرية
المشي:
بمجرد أن يعتقد طبيبك أن الوقت قد حان للنزول من على السرير، ابدأي في المشي على الفور. سيحسن المشي الدورة الدموية ويقلل من خطر الإصابة بجلطات الدم، بالإضافة إلى ذلك سوف يساعدك على منع الآثار الجانبية المعتادة للولادة القيصرية، مثل الإمساك، وتراكم الغازات في البطن، وتحسين وظائف الأمعاء وقدرة الجسم على الشفاء. ليس من السهل المشي في البداية، ولكن كلما مشيت أكثر كلما شعرت بتحسن أكبر.
اعتني بالجرح:
إن العناية بالجرح القيصري مهمة جدًا لتجنب أي عدوى، لذلك يجب عليك تنظيف الجرح كل يوم بالماء الدافئ والصابون الخفيف ثم جففي المنطقة برفق.
لا تستخدمي المستحضرات أو البودرة على الجرح، وتجنبي الاحتكاك والفرك والحمامات الشمسية والاستحمام، فكل ذلك سيبطئ عملية الشفاء. في حالة شعورك بالحرارة والألم واحمرار المنطقة، اتصلي بطبيبك على الفور.
استريحي واحصلي على قسط كافٍ من النوم:
تعتبر الولادة القيصرية عملية جراحية حقيقية، لذا من أجل الشفاء التام، ستحتاجين إلى الراحة لمدة ستة أسابيع على الأقل.
حاول أن تنامي سبع إلى ثماني ساعات كل ليلة إن أمكن، لأن النوم يسرع من نمو الأنسجة ويساعدك على التئام الجرح بشكل أسرع، إضافةً إلى أن النوم يساعد أيضًا في تقليل مستويات التوتر ويقلل من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
بجانب النوم ليلًا، يمكنك أخذ قيلولة قصيرة أثناء النهار إذا أمكنك ذلك. إذا لزم الأمر لا تترددي في مطالبة شخص موثوق به لرعاية الطفل عندما تكوني نائمة.
أدخلي الأطعمة الغنية بالألياف في نظامك الغذائي:
هناك الكثير من النساء اللواتي يعانين من الإمساك بعد الولادة، تعود أسبابه إلى شق في البطن أو التخدير أو تناول المسكنات أو الجفاف أو ضعف عضلات الحوض.
لتخفيف الإمساك بعد الولادة، أدخلي الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان في نظامك الغذائي.
أكثري من شرب السوائل:
بعد الولادة، من المهم زيادة تناول السوائل، سيساعدك شرب الكثير من السوائل على استعادة السوائل المفقودة أثناء الولادة والوقاية من الإمساك، علاوة على ذلك فإن تناول الماء مهم للتخلص من بقايا التخدير والأدوية المختلفة من الجسم.
قد يهمكِ أيضًا: