تعتبر غادة أحمد السمان صاحبة القلم الساحر من أهم الكاتبات العربيات في العالم، لأنها استطاعت أن تقدم أدبًا متميزًا ومختلفًا منذ بداياتها، وهذا ما جعلها متميزة عن نظيراتها الكاتبات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل ليلى بعلبكي وكوليت خوري، فقد كانت رواياتها تتصف بالعبارات الواضحة والسهلة التي تجذب كل من يقرأ لها، بجمال فصاحتها وأسلوبها.
عزيزتي القارئة سوف نضع بين يديكِ هذا المقال لتتعرفي على أجمل روايات غادة السمان الممزوجة بعبق الياسمين والريحان الدمشقي، تابعي معنا.
لمحة عن غادة السمان
ولدت غادة السمان في العاصمة السورية دمشق، عام 1942 عاشت في كنف عائلة دمشقية عريقة، درست في جامعة دمشق وتخرجت منها عام 1963 بدرجة بكالوريس في الأدب الانكليزي، كما اكملت تعليمها في الجامعة الأمريكية ضمن بيروت وحازت على درجة الماجستير.
والدها هو أحمد السمان كان رئيسًا لجامعة دمشق، ثم أستلم منصب وزير التعليم في سوريا لمدة قصيرة، والدتها هي الأديبة سلمى رويحة، توفيت والدتها عندما كانت بعمر صغير، أهتم والدها في تربيتها ورعايتها بعد وفاة والدتها فتكونت علاقة قوية بينهما، وفي الستينات من القرن الماضي ارتبطت غادة السمان في علاقة عاطفية مع الصحفي الفلسطيني غسان كنفاني، وفي أواخر الستينات تزوجت من الدكتور بشير الداعوق، فأنجبت منه أبنها الوحيد حازم الداعوق، واستمر زواجها حتى وفاة زوجها في عام2007.
روايات غادة السمان
أصدرت غادة السمان الكثير من الروايات والمؤلفات الشعرية والكتب والمجموعات القصصية، وسنتحدث الآن عن أجمل رواياتها التي أعتبرها البعض من أفضل روايات الآدب العربي:
عيناك قدري:
هي مجموعة قصصيّة كتبتها غادة السمان في عام 1962 وقامت بإصدارها في عام 2010م، وهي من المجموعات القصصية الاولى لغادة، تتحدث الرواية عن معاناة المرأة العربية مع الرجل.
اقتباسات من رواية عيناك قدري:
- لن تنتصري على الموت ما دمتِ تخافينه.
- عندما نكون سعداء فعلاً لا يخطر لنا أن نتساءل إن كنا سعداء أم لا، السعادة تصبح جزء منا.. أنت لا تتساءل إذا كانت يداك في مكانها أم لا.. نحن نتحسس الأشياء فقط عندما نشك في وجودها.
- عيناك قدري .. لا أحد يهرب من قدره.
- عيناك قدري لا أستطيع أن أهرب منهما وأنا أرسمهما في كل مكان وأرى الاشياء خلالهما.
- لذيذ هو ذلك الحقد الأسود الذي يتسلَّل الى أعماقي، ورهيبة هي تلك الأفعى التي تستيقظ في نفسي لتنفث سمها في أنوثتي وكبريائي، شرسة هي تلك النَّمرة التي تتثاءب في قلبي وأظافرها الحادة تتخبط في الفراغ.
- أجل أحببتك! أحببتك بوحدتي الدفينة تحت ستار مرحي، وضياعي المقنع بعبثي، وصداقاتي الكثيرة.
- لكنَّ قضيتك كانت فاشلة منذ البداية.. كنتِ تحاربين الشمس.. تريدين أن أشرق من المغرب.. أن تخرس الأمواج وأن يضلَّ الليل طريقه إلى دروب المدينة.
- ما أروع وما أسوأ أن تكوني امرأة.
- علّمني الرَّسم كي لا أموت.. كي أخلق لوحة أستمر فيها أبداً.. وتصادقنا.. وعلّمني كيف أرسم، وعلمته كيف يحب.
- أكره أن يموت الناس أمامي لأنَّهم يقنعوني بأنَّني سأموت فعلاً.
- إنَّ مدن الأعماق سعيدة.. لأنَّ أسماكها خالدة.. لا يمكن أن تمرض أو تموت بلا سبب مثلنا.
- لكل شيء طابع لا إنساني هنا.. أسمع ضجيجاً وعويلاً أرى مصدره
- تنبع من الزوايا المظلمة صرخات بلا شفاه.. تتفجَّر من شقوق أحجار الشارع دماء بلا جراح! الزيف يلوّن كل شيء بكآبة باهتة صفراء.
زمن الحب الآخر:
نشرت رواية زمن الحب الآخر في عام 1978، ناقشت رواية زمن الحب الآخر أفكار الرجل الشرقي التي تنحصر في رؤيته للمرأة على أنها مجرد جسد وأن هذا الرجل يعشق تملك الأنثى لدرجة أنه مستعدٌ لمطالبتها بترك دراستها وأحلامها ومستقبلها في سبيل قيامها بواجباته اليومية وأعمال المنزل.
اقتباسات زمن الحب الأخر:
- “خطوط راحة كفك صارت خطوط خارطة عالمي، أظافرك واحتي، خارج حدود أصابعك ينتهي العالم”.
- “أجل استيقظت فجأة وسط العراء مثل امرأة نامت شهورًا طويلة، كأنني كنت مخدرة في مدينة آكلي اللوتس، حيث لا شيء سوى النسيان والاسترخاء المريح”.
- “تلفنا سحب الأزل، بينما تبحث عيوننا التي اقتلعتها نسور القدر قبل أن نولد، تبحث عن مينائنا المهجور ومنارتنا المنسية”.
- “المرأة الذكية شيء مزعج حقًا، أنها كالصبار الذي يستعصي على التقشير، ولا يمكن أن يؤكل مع قشرة، انها تخسر متعة أن تؤكل”.
- “ولا أدرى لماذا أمنت ان الحب وحده خلاصي”.
- “أنا امرأة بلا برامج.. انني طاحونة هواء سلمت أذرعها للريح”.
- “غضبت لأنه مُصر على أن ألعب دور الأنثى كما يتخيله، هو يذهب إلى عمله، وأنا أذهب إلى مطبخه”.
- “اسمع أيها الرجل الذي أحب حقًا، الحب نغمة من نغمات حياتي كما هو بالنسبة إليك، لكني أعشق أشياء أخرى الى جانبك، أعشق عملي … حريتي …صدقي …مثلك تمامًا وأعشقك، لكنك لن تحيلني الى امرأة ضعيفة متعطشة للثأر
- قد تسبب لي ألمًا عظيمًا، لكنك لن تدمرني ولن تدمر طاقتي في الحب”.
- “أنا امرأة عاملة، امرأة حية، سأصير ببساطة إذا لم أتزوج “امرأة عازبة”.
ليل الغرباء:
أصدرت غادة السمان رواية ليل الغرباء في عام 1967م، تعالج قضية جوهرية وهي القضية الفلسطينية، وهي تنتمي للأدب القومي الواقعي.
اقتباسات ليل الغرباء:
- “رأيت كل شيء قبل أن ألتقي بك، لكن كل شيء يبدو الآن جديدًا، كأن عالمك ما كان قط لسِواك”.
- “الجروح تلتئم والجسد يستمر، والدم النازف هو وحده الذي يضيع”.
- “أحس بأنني أملك العالم كله، إني سعيدة، أحس بأنني جزء من العالم كله، ذلك ما يسعدني”.
- “علاقتنا بما حولنا مفتعلة وقائمة على الظرف الحالي، لا على رابط إنساني مشترك نلتف حوله أبدًا”.
- “متناقضون، تخفون أعينكم بإحدى أيديكم كي لا تروا ما تفعلونه باليد الأخرى”.
- “في الليل يتغيّر وجه العالم، وربما يستعيد وجهه الحقيقي”.
- “إنك تحبين البديل، الملجأ، اليقين الذي أمثله لك، أخشى من أن أقول إنك لا تحبينني أنا.. أنا على حقيقتي”.
- “فالحوار ميت ما دامت الكلمات في عالمك تعني شيئاً آخر عما تعنيه في عالمي”.
- “والعيد مستمر، العيد يبقى، والأطفال فقط يتبدلون!”.
- “لماذا نشوه الأشياء باستهلاكنا لها حتى النهاية”.
- “ليست المشكلة أنا وأنت، المشكلة أننا نفقد وجهنا حينما تنسخ مدينتنا، ونموت إذا تشوهت أو انتحرت، أننا ندافع عن أطفالنا حينما ندافع عن قيمنا.. أننا ندافع عن أنانيتنا حينما نفتديها”.
- “لن أصدق! سيقتلني أن أصدق أن الحقيقة الكبرى فوضى من الوحل الذي يغرق العالم!”.
- “وتعلمت يومئذ كيف أحرق كلمات الحب الفائضة على شفتي كما يحرقون البن في البرازيل كي لا تتدنى أسعاره”.
- “لم أدرك كم أحببتك حتى فقدتك”.
- “إنه قاض، وفي كل ما يدور ظلم لي.. ولكنه أيضاً رجل أعمال كبير.. ربما تسرب ذلك الجزء من شخصيته إلى علاقتنا.. عواطفه تخضع لقانون العرض والطلب.. إن تجهمت هش لي، وإن صمت أغرقني بفصاحة مفاجئة.. إن بدوت راغبة به استخف بي، وان أعرضت عنه اشتعل وجداً”.
ليلة المليار:
صنفت رواية ليلة المليار كواحدة من أهم الروايات العربية في الثمانينات أصدرت عام 1986م، تصف الرواية أقسى فترة مرت بها لبنان، فقد جسدت غادة فيها أنواع المواطنين كلهم وهم خارج البلاد، ومواقفهم أمام الرأسمالية والثراء وخيانة وطنهم وتمزيقه.
اقتباس من رواية ليلة المليار:
- “لقد بدأت الخطيئة يوم رضينا بالتخلي عن الديموقراطية لتكون الأولوية لضرورات التحرير، غاب عن بالنا أن شعبًا من العبيد لا يستطيع تحرير أرضه أو أرض سواه”.
سهرة تنكرية للموتى (موزاييك الجنون البيروتي):
أصدرت غادة السمان رواية سهرة تنكرية للموتى في عام 2003م، إذ استحضرت في روايتها احداث لبنان الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتي تشكلت من خلالها صور الحياة بكل تناقضاتها. بفرحها وحزنها، بضيائها وظلامها، بمساوئها ومحاسنها، بإنسانيتها وبشيطانتيها.
اقتباسات سهرة تنكرية للموتى:
- “خائف.. إني خائف من زيارتي هذه إلى بيروت.. خائف من مدينة أتكلم لغة أهلها ولا أتكلمها حقاً، ولم أزرها منذ ثلاثة عشر عاماً وكنت صبياً على أبواب مراهقة تعمدت ولادتي بالحرب اللبنانية بعد عام من صرختي الأولى في هذا العالم المتوحش. لم أرى بيروت على شاشة التلفزيون الفرنسي إلا مسرحاً للحرائق والمعارك والرهائن والموت وتمجيد الموت. خائف من نبوءة الذي يغطي مطار باريس ويعرقل إقلاع الطائرات، ربما لأن طائرة بيروت من الضباب … وقدرها من ضباب ورأسي كله من ضباب، ولعل الضباب يتدفق الآن من عيني وأذني وفتحتي أنفي وفمي وثيابي، ولعلي رجل من ضباب”.
- “حدّق فواز في وجه دانا.. ابتسمت له بودّ أليف.. اطمأنّ إذ أدرك أنها لا ترى الضباب الذي يسيل من روحه عبر شقوق جسده، ولا تعرف أنه يراها ضباباً كالمرئيات كلها في هذا اليوم والذكريات كلها وربما المستقبل كله، إذن لم يسقط قناعي التنكري الهادئ عن وجهي.. بالمقابل ربما كان من الأفضل لي فتح جرحي قطبة بعد أخرى والاعتراف بخوفي لنفسي”.
- “هموم لبنان وشجونه ساكنة في قلب ذاق عذابات أحداثها، رحل عن أرضها خوفاً على حياتهن لكن قلبه ما زال مزروعاً فيها”.
رحيل المرافئ القديمة:
أصدرت رواية رحيل المرافئ القديمة في عام 1973م، تحدثت فيها عن الحزن والصراعّ الداخليّ والضياع عن تعب الروح حد الهذيان، تحدثت غادة عن تلكَ الهشاشة التي قد تصيب ارواحنا في لحظات الضعف، أي عندما تتحول أعيننا لنافذة رمادية ترى كل شيء باهت، كتبت كل هذا بستة قصص بكل صراعاتها ومشاعرها.
اقتباسات رحيل المرافئ القديمة:
- “يوم علمني والدي السفير ست لغات، لم يكن يدري أن ذلك سوف يزيد من مرارتي حين أعي فجأة أنني أتكلم لغات ست شعوب، وأعجز عن التفاهم مع انسان واحد فقط”.
- “أفهمك رغم الصمت، بل أفهمك عبر الصمت، كأننا اكتشفنا لغة تخصنا وحدنا”.
- “إنني أصر على التفاهم معه ومع سواه بلغة الإشارة، لغة العصور الحجرية، لغة ما قبل اختراع اللغة والكذب والزيف”.
- “لم أكن أدري.. أنه حين يصمت العالم الخارجي تمامًا، ستبدأ أعماقي بالأنين والعويل، وأن حنجرة مقطوعة الأوتار، لا تعني بالضرورة ذاكرة مقطوعة الأوثار، وأن عمر الذاكرة أطول من عمر الجراح”.
- “لماذا دومًا مواجهة الحقيقة خيانة؟ كيف ننتصر ونحن نخون ذاتنا حين نموّه عليها الحقائق؟”.
بيروت 75:
أصدرت غادة رواية بيروت 75 في عام 1975م، تحدثت غادة في رواية بيروت 75 عن واقع الحياة في بيروت، فقد خيّل للناس في دمشق على أنها باريس الشرق الأوسط، فتظهر لنا قدرة هذه المدينة في سحق كل من يأتي إليها طامعًا بالحصول على المال والشهرة.
اقتباسات بيروت 75:
- “لا شيء أكثر نشاطاً من مخيلة امرأة تشعر بالغيرة”.
- “لقد نسوا حين حبسوني في قمقم التقاليد أنهم يجردونني من مقاومتي”.
- “منطق كل ما في العالم من فلسفات جميلة ينهار امام منطق صراخ طفل جائع”.
- “السمكة التي تأكلها اليوم كانت تسبح بالأمس”.
- “إنهم يشيعون ميتة هم أكثر موت منها”.
- “الذين لا يفكرون بالخيانة، لا يشكون بخيانة الحبيب”
- “ولكنك لم تعرف قط كيف تخرج من القمقم، ما كنت تفتش عنه لم يكن في أعماق البحر بل كان في أعماقك”.
كوابيس بيروت:
تم إصدار رواية كوابيس بيروت عام 1976م، رصدت فيها الكاتبة واقع الحياة في لبنان، كما جسدت أوضاع مجموعة من الناس في ذلك الوقت المثقفين والسياسيين والناس العاديين، حيث رائحة البارود والفساد تزكّم الأنوف، كما أرّخت الرواية مرحلة عصيبة خلال الحرب الأهلية حيث تلتهم الحرائق كل شيء في هذه المدينة التي رقصت يوماً على إيقاع سقوط القذائف والصواريخ.
اقتباسات كوابيس بيروت:
- “لا حياد في مجتمع بلا عدالة، لا حياد في مدينة العري والفيزون، مدينة الجوع والتخمة، المحايدون هم المجرمون الأوائل، الأكثرية الصامتة هي الأكثرية المجرمة، إنها ترى الظلم وتعانيه، لكنها تؤثر السلامة الرخيصة على الكفاح الخطر النبيل”.
- “لا تستطيع أن تعيش في سلام وتموت في سلام ما دام في الدنيا ظلم، أي إنسان مظلوم في أي ركن من الكرة الأرضية هو أنت ومن واجبك تجاه نفسك أن تحارب الظلم”.
- “كم هو مفجع أن تصير الشيخوخة طموحا!”.
- “ربما كنت دوما سجينة دون أن ألحظ ذلك، تمامًا كمخلوقات دكان بائع الحيوانات الأليفة، وربما كنت أعي سجني دومًا وأحاول كسر قبضتي، وما شوقي الدائم إلى الأفق والسماء إلا من بعض شوقي الى الحرية الداخلية، الحرية الحقيقية لا حرية التنقل فقط في سجن كبير جدرانه هي حدوده واسمه الوطن!”.
- “متى ترفض الضحية في بلادي حمل الجلاد على كتفيها؟”.
- “كأن صوت الرصاص يلغي اللغة، كأنه يخلق جدارًا عازلًا، أو أنه يزيد من وعي الإنسان بفرديته وعزلته حيث يسقط كلً في بئره الخاص”.
- “يبدو أننا أغلقنا أبواب السيارة علينا بعنف، فقد تساقط الزجاج المحطم الذي كان متماسكًا رغم شروخه، وسقط فوقنا قطعًا بيضاء صغيرة كالثلج الشرير”.
لا بحر في بيروت:
أصدرت رواية لا بحر في بيروت في عام 1963م، تحتوي الرواية على مجموعات قصصية رائعة فجميعها تدور حول محور واحد، وهو المرأة الطامحة لتبديل معالم الحياة ووجه المجتمع الكئيب، الذي حاصرها بقيود لا تمت للإنسانية بصلة.
· اقتباسات لا بحر في بيروت:
- “جحيمي الأبدي هو انني عرفت نفسي، وعرفتك”
- “معنى الموت هو أن نعرف الآخرين، ونظل نحيا معهم! الموت هو وجوه من حولنا حينما تسقط الأقنعة عنها”.
- “المقبرة مكان قذر ما دام فيها انسان حيّ واحد يداهن ويخاتل ليحيا”.
- “لا بحر في بيروت للذين لا بحر في نفوسهم”.
- “بيروت، يا حلوة، يا حزينة، يا وجهكِ الملطّخ بالأصباغ، لستِ حزينة، لكن الأصباغ صارت جلد العالم، ولستِ شريرة، لأنكِ دمشق وباريس والصين وكل مكان، ولأنكِ من نفوسنا، ويوم نجد جميعاً بحرنا يعود اليكِ بحرك”.
- “لماذا نبكي من أجل كلمة لم نقلها، وساعة لم نعشها، ومدينة لم نعرفها”.
- “وأنت يا غريب، أبحث عنك لأني اخترت لك أن تكون جلادي”.
- “معنى الموت هو أن نعرف الآخرين ونظل نحيا معهم! الموت هو وجوه من حولنا حينما تسقط الأقنعة عنها”.
- “عمري ألف عام من سأم وغربة، حينما أنظر في عينيك ينشق خريفي من برعم”.
- “أنا لا أدري من أنا، إني أتمزق، إني عذاب الماء تعشق النار يضمهما جسد واحد. لماذا لم تخدرني بصوتك الليلة؟”.
- “يا لهذيان الأرق، يا لمدينته المرعبة التي تستيقظ في رأسي يا لعمري المتعب الممزق نتفاً من ذكريات ودوامات”.
- “كل منا في قفصه الزجاجي العازل نتخاطب دون أن يسمع أحدنا الآخر، نقضي العمر تائهين في الغابات، في الشواطئ، بين الجزر، بلا مرفأ بلا مأوى حتى إذا ما أطل المرفأ من بعيد، أدركنا أنه ليس لنا”.
فسيفساء دمشقية (الرواية المستحيلة):
أصدرت غادة السمان الرواية المستحيلة في عام 1997م، تدور أحداث الرواية في مدينة دمشق ما بين فترة الخمسينيات والستينيات في القرن العشرين وتمحورت الرواية بشكل أساسي حول حياة الفتلة زين التي حاولت إثبات ذاتها أمام صعوبات وتحديات المجتمع، بعد أن فقدت والدتها في وقت مبكر. كما تم تصوير قصة الرواية على شكل فيلم عنوانه (حراس الصمت).
اقتباسات من الرواية المستحيلة:
- ما أجمل الحياة حين تخرج عن سكتها الرمادية المعهودة”.
- “كل إنسان عنده قوة داخلية يجهلها ولا يستعملها، لأنه يجهل وجود “المحرك الثاني” داخله”.
- “كان الليل، بل الفجر.. ما الفرق؟ الأوقات كلها صالحة دائماً للقلق والانتظار على حافة الموت”.
- “اللعنة على الشعراء! كيف يمكن لأحد أن يحبهم وهم مصرّون على أن يفتحوا الجرح قطبة بعد أخرى؟”.
- “- لماذا نصافح الناس بأيدينا؟ ما معنى ذلك؟ معناه أننا نطمئنهم إلى أن يدنا لا تحمل خنجراً لطعنهم. إنها إشارة سلام”.
- “تذكري دائماً معرفة قوتك، لا استعراضها”.
- “ثمة أشياء ليس بوسعها أن تعود كما كانت”.
- “أشعر أني مثل منطاد على وشك الانفجار”.
- “ثمة خلل جعل قدميّ لا تمشيان على إيقاع قلبي بل على إيقاع طبول تقرعها أيدٍ لا مرئية لأشباح غائرة”.
- “كانت تمطر داخل حنجرته قطرات كاوية ومالحة، وقد غمره شعور قاس جديد عليه بأنه وحيد في هذا العالم”.
- “عضّي على جرحك ولا تبكي أمام أحد”.
- “أنا الآن في إجازة من النكد والحزن والتفكير”.
يا دمشق وداعًا (فسيفساء التمرد):
تم اصدار هذه الرواية في عام 2015م، وهي الجزء الثاني من الرّواية المُستحيلة (فسيفساء دمشقيّة).
اقتباسات يا دمشق وداعًا:
- “أنا صخرة في قاسيون، لست خائفة، لا لست خائفة، أعلن مشيئتي: لن يخيفني أحد بعد الآن، أنا صخرة في قاسيون، صخرة لا ترتجف لا تدمع”.
- “المدن فيما يبدو مرآة لأرواح ساكنيها”.
- “سألقي القبض على حياتي دونما معونة من أحد وبالمقابل لن اسمح لأحد بعد اليوم بالتدخل في قرارتي حتى بإبداء الرأي، إذا لم اطلب أنا ذلك منه”.
- “ذلك المنظر يوحي لي بالأبدية، ويذكرني بأنني عابرة على نافذة دمشق كما عبر سواي في آلاف السنين، أعي أنني صغيرة وهشة وحياتي ومضة في سماء “الشام”، وتصغر في عيني همومي وتتخذ حجمها الطبيعي. وبعدما أتوهم كسواي أن العالم كله يجثم على صدري وكتفي، أشعر أمام عظمة دمشق أن أفراحي وأتراحي حبة رمل على شاطئها الشاسع وتغمر الطمأنينة قلبي على الرغم من كل شيء”.
- “المرء يموت وحيداً ويولد وحيداً وعليّ بالجرأة في مواجهة تلك الميتات كلها”.
قد يهمكِ أيضًا: