أنتِ أجملُ ما في الوجود .. أنتِ امرأتي .. أنتِ زوجتي .. أنتِ شريكتي .. أنتِ مني .. بدأت أتنفس مذ رأيتك .. احمد الله أنكِ موجودة في حياتي .. أنتِ نصفي … أنتِ وأنتِ وأنت … آااه ما أكثر الكلام وما أندر الأفعال .. وما أروع النظر في وجه الكاذب.
تقصدتُ في البداية أن أكتب سلسلةً تخص الرجال، مكونةً من بعض المفاهيم الخاطئة مثل: (الكذب ملح الرجال) التي باتت منتشرة في مجتمعنا بشكلٍ عام، حتى أنها أصبحت جزءً لا يتجزأ من كِيانه. لكن لا داعي للقلق، ففي زمنٍ انقلبت فيهِ الموازين، واختل توازنها، واهتزت دفة الميزان لتبقى راجحة على الجانب الآخر، يمكن اعتبار أيُّ فعلٍ شاذ هو فعل حاضر، وأيُّ فكرة أو مبدأ أو منهج هي فعل ماضٍ أو ضميرٌ مستتر.
مفهوم الكذب
الكذب، أحد أكثر المفاهيم أو بالأحرى الأدوات التي يستخدمها الرجال على حدٍ سواء لجذب الأنثى وجعلها من ممتلكاتهم.
سلسلتي ستبدأ بالتحدث عن فعل الرجل الكاذب وقدرته على التحايل والتلاعب عليك، وما الذي يدفعه للكذب أو للتعدي على الحقيقة. تابعي معنا وتعلمي ففي حوزة مقالتي المميزة تلك إجابات وافية عن كل التساؤلات التي قد تجول في بالك.
الكذب ملح الرجال
من عادتي دومًا أن أذكُر رأيّ ككاتبة ورأيّ العلم في أي موضوعٍ أُناقشه، فلا يمكن أن اكتفي بذكر الحقائق العلمية والدلالات الجينية وقلبي ممتلئ من أفعال الرجال الشنيعة في حق الأنثى. فالكذب أسوء عادة يمكن أن يكتسبها الفرد أو أن يجاهر بها أو حتى أن يعلّمها لغيره.
من هو الرجل الحقيقي؟
الرجل جبلٌ شامخ، مُنزهٌ عن الأفعال الدنيئة، مُسيّرٌ للخير، مُتعالٍ عن الشر، ثابتٌ في قراره راجحٌ في اختياره، عزيزٌ في طبعه وحليمٌ في فقهه.
فكما عهدناه هكذا وحثنا كبرياؤه على التغني والإشادة به، بتنا اليوم أسيرو فتنته وأذيته وظلمه وأخيرًا كذبه.
نحن اليوم في مفترق طرق فجميعنا صادف في حياته رجلًا كاذب..! فهل حقًا الكذب ملح الرجال؟ وهل حقًا الكذب أسوء جنحة بشرية؟
بالطبع الأسوء ولذلك بدأتُ به، وتقصدتُ أن أُلصقه بالرجل لأن المرأة مهما احتدت واشتدت وصالت وحالت إلا أنها تبقى ضعيفةً أمام الكذب، نحنُ النساء عزيزي الرجل صادقات، خاصةً في مشاعر الحب، ثق تمامًا أن المرأة يمكنها الكذب بكل شيء إلا بمشاعرها تجاهك، هي خُلقت لتكون حرةً أمامك .. متلهفةً لحبك .. ماثلةً بكلِ كُلها لتكون لكَ ومنك .. فأين لكَ منها ومن طهارتها ..
لم الرجل يكذب؟
سؤالٌ نطرحهُ كثيرًا .. فجميعنا نرغب في الحصول على جواب شافٍ يُشبع شهيتنا المفرطة لحقيقته ..
كلُ رجلٍ نصادفهُ في حياتنا عبارةً عن كتلةٍ من التناقضات والصراعات والتراكمات والآلام والأحلام والأفكار والجنون والغرائز.
كتلة كفيلة بأن تقلبنا رأسًا على عقب فكيف لنا منها. لذا وعندما تصادفه فتاة تبدأ الفلترة الجزئية لتلك الكتلة. فلا تتفاجئي إن وجدته حزينًا وحيدًا أو ميالًا للأطفال .. ولا تتعجبي من تحمّله لامرأته الغائبة الحاضرة .. وأولاده غير المطيعين .. ولا تنصعقي من صبره على زوجته المسنة أو الخائنة أو المريضة .. ولا تكوني شديدة الحساسية إن كانا هو وزوجته مطلقان سريريًا .. وإياك ثم إياك أن تنفعلي من تهميشه لأحد أبنائه وعدم الإفصاح عن عددهم وحالتهم .. ولا تحاولي سؤاله عن تحصيله العلمي المتدني وترهلات بطنه المنسدلة .. أو حتى أفكاره المتحجرة .. أو نظرته الجنسية أو الطريقة التي احتال فيها على مديره أو صرامته المزيفة أمام زميله أو حُنّوهِ وضعفهِ أمام والدته وبراءته أمام إخوته وكرمه أمام الناس وشجاعته وقت الخلاف ..
إياك أن تحشِري نفسك في أموره الحياتية الشخصية فقد تُزعجي عزيزنا الرجل، فهو كِيان مكتفٍ بنفسه .. راضٍ بانهزامه الداخلي .. وصابرٌ على ضعفه الخفي ..
إذًا الرجل يكذب لإخفاء حقيقته المشوهة، يُحاول من خلال الكذب أن يشتت تفكيرك ويجعلك منصاعةً لأوامره وقانعةً بنواهيه. يُريدكِ امرأةً لا تقرأ عيوبه، لا تنظُر في أعماقه، لا تعي زلاته.
يُريدكِ امرأةً بلا عيون وبلا آذان وبلا لسان، حتى يندس أكثر في أعماقك، ويَخل توازنك، ويكسُر فيكِ النزعة، ويجعلك امرأةً بلا روح ..!!!
هل جميع الرجال تكذب؟
أظن أن سؤالكم هذا طُرح حتى يخفف عليكم من وجع كلماتي تلك، فمن يقرأ ويعي ما أكتب، سيدرك تمامًا أني أقصد الرجال جميعًا، ولكن حتى لا أثير القلق أكثر وأنتزع الأمن من قلوبكم بشكلٍ أسرع، سأكون وسطية وأخبركم بأن هناك القليل فقط من الرجال التي لا تكذب، أو أنها تكذب ولكن بشكلٍ معتدل، أي لا يضر ولا يُضار.
هذه الفئة من الرجال إن وجدتها في حياتك تمسكي بها، وحافظي عليها، فلا يمكن نكران أن هذه الفئة هي من أولئك الذين يخافون الله ويعاملون النساء بما يُرضي الله، وبالتالي يمكن العيش معهم بأمان واستقرار.
الكذب عند الرجال حسب وجهة نظر العلماء
لا داعي للقلق عزيزتي فأصدقائي علماء النفس بينو لنا بالدلائل العلمية والدراسات الحديثة أسباب لجوء الرجال إلى الكذب، وأنا واثقةٌ بأن الرجال المتسللين إلى موقع نواعم الشهير ستتجاوز كلماتي وأفكاري وتذهب إليهم للتأكد من وجود جينٍ واحدٍ خاصًا بالكذب يسيرهم ويدفعهم لذلك.
أعلم جيدًا أننا لا نرغب في التعايش والاستمرار في علاقة ما مع رجلٍ كاذب، فنحن نطمح بحياة هادئة يسودها الحب والطمأنينة.
إذًا لم يكذب الرجال؟
بينت الدراسات الأخيرة أن الأشخاص البارعين بالكذب بارعون باختيار كلماتهم أيضًا، فيصبح كلامهم مثيرًا للدهشة وألفاظهم جديرةً بالثقة، كما أنهم يفضلون التحدث وجهًا لوجه معكِ، لشدة ثقتهم وبراعتهم في الخوض بأي حديث دون الإحساس بالخوف.
ولكن السببان الرئيسيان لكذب الرجال على النساء هو أنهم لا يرغبون في أن يخذلوكِ بأي أمر، لذلك يلجؤون للكذب عليكِ حتى يحافظون على تلك العلاقة.
أما السبب الثاني فهو لإخفاء حقيقتهم عنكِ، إخفاء فشلهم، فهم لا يرغبون في إقحامك بخصائص حياتهم حتى لا يتعروا أمامك ويُظهروا ضعفهم وقلة حيلتهم.
لكن هذا لا يبرر أبدًا استمرارهم بالكذب، وللأسف لا يوجد أيُّ جينٍ لتبرئتهم حتى، عليهم أن يخافوا الله فيكِ ويعلموا أن الصدق منجاة لهم، أن الصدق منفعة لمن يدرك النفع. الصدقُ طريق الحق، الصدقُ رجلٌ لا يقبل بالزيف، الصدقُ شرف الرجل.
“فليكن رجلًا معكِ لا عليكِ، فلتكن رجلًا لا تُنسى”.
في النهاية …
عزيزتي حواء، أنتِ الآن أمام الحقيقة، إدراكُها يتطلب منك الوعي الكافي لإصلاح الأمر، أو إنهائه. كوني على يقين أننا نحن النساء معك، قلبًا وقالبًا، ولكن حتى لا تقعي في شباك أي رجلٍ كاذب، كوني ذكيةً في اختيارك، وحاضرةً في قرارك، ومكتفيةً بنفسك، ومتصالحةً مع ذاتك، فأنت تستحقين الأفضل تستحقين من يترك الدنيا في سبيل بقائك.
قد يهمكِ أيضًا:
المصادر: