عادةً ما تكون مشاعر الإنسان متشابهة، فيمكن أن تتداخل مشاعر معينة ضمن دائرة مشاعر أخرى، ومن هذه المشاعر المتقاربة الثقة بالنفس والغرور، وقد يختلط الأمر حتى يصعب التمييز بينهما، فهناك أشخاص يعتقدون أنهم ببساطة واثقون من أنفسهم، لكنهم في الحقيقة لا يدركون أبدًا أن ثقتهم تلك إذا تجاوزت حدها الفاصل فقد تتحول إلى نقطة ضعف وتنقلب إلى الغرور والغطرسة.
لذلك سوف نسلط الضوء في هذا المقال على الاختلافات الجوهرية لمعرفة الفرق بين الثقة بالنفس والغرور، وسوف نوضح أيضًا مفهوم كلًا منهما، تابعي معنا.
الفرق بين الثقة بالنفس والغرور
هناك خيط رفيع بين الثقة بالنفس والغرور، وقد يكون من الصعب التمييز بينهما، لذا سنبدأ بتعريف كلا المصطلحين:
تعريف الثقة بالنفس:
الثقة بالنفس هي شعور الشخص بالأمان والسلام الداخلي، فهي تَنبُع من احترام الشخص لنفسه وتقديره لإمكانياته ومهاراته التي يمتلكها، ويحسن استخدامها وتوظيفها في جميع أمور حياته بالشكل الصحيح، وإيمانه بأنه لا يستطيع أن يحيط بكل شيء علمًا، لذلك فهو حريص على الاستماع للآخرين والتعلّم من خبراتهم، واحترام وجهات نظرهم، وأفكارهم، وآرائهم، والتواضع أمامهم ومدح إنجازاتهم.
تعريف الغرور:
الغرور هو شعور مُزيف بالثقة في النفس، إذ أنه يخفي في طياته الخوف وانعدام الهدوء النفسي والأمان الداخلي، حيث يشعر الشخص المغرور بالعظمة وتوهم الكمال، ويبالغ بتقييم مهاراته وقدراته، وبالتالي يشعر بعدم حاجته لمساعدة الآخرين والتعلّم منهم، لذلك فهو يتصرف وكأنه يعرف كل شيء، ويفخر دومًا بنفسه وبإنجازاته، ويٌبذل جُهده ليظهر أنه على حقّ، وأن الآخرين على خطأ، ويتعامل معهم بتكبر وفوقية.
اقرأي أيضًا: الشخصية الأنانية سلوكيات نفسية بحاجة للعلاج
لماذا يفتقر بعض الناس إلى الثقة بالنفس؟
هناك عدة أسباب:
- يفتقر الشخص للثقة بنفسه عند عدم سماع التعليقات الإيجابية في مرحلة الطفولة من المقربين وخاصةً من الأبوين، ولا يحصل إلا على الانتقاد والتوبيخ، يمكن هذا أن يقود الشخص إلى السعي للحصول على موافقة الآخرين لبقية حياته.
- عدم الرضا على شكل المظهر الجسدي، وعدم القدرة على تلبية معايير المجتمع لمقاييس الجمال.
- قد تنخفض ثقة الشخص بنفسه أيضًا عندما يتعرض لسوء المعاملة في الماضي مقتنعًا بأنه يستحق ذلك، وهذا لا يساعده على تقديره لذاته وثقته بنفسه عندما يكبر.
- القلق والاكتئاب، يمكن أن يعيقان مجالات مختلفة من حياة الشخص، والثقة بالنفس واحدة منها.
- وجود أصدقاء مزيفين ومتلاعبين يمكن أن يؤثر على تدني ثقة الشخص بنفسه.
- الطريقة السلبية التي يفكر بها الشخص في عقله، والبيئة التي يتفاعل فيها تشكل شخصيته، وتؤثر على بنائها بشكل إيجابي، لهذا يجب عليكِ دائمًا الابتعاد قدر الإمكان عن البيئات السامة.
- مقارنة حياة الشخص بحياة أشخاص آخرين، فالمقارنة تضر بشكل حتمي باحترام الذات والثقة بالنفس.
صفات الأشخاص الواثقون بأنفسهم
يتّصف الأشخاص الواثقون بأنفسهم بمجموعة من الصفات التي تُميّزهم عن غيرهم.
يتحملون المسؤولية:
الأشخاص الواثقون من أنفسهم لا يلومون الآخرين على إخفاقاتهم وأخطائهم، إنما يتحملون مسؤولية أفعالهم، كما أنهم يتحملون مسؤولية أقوالهم. أيضًا فهم لا يتحدّثون إلا بما يثقون من صحّته.
يسعون دائمًا للتقدم:
الأشخاص الواثقون من أنفسهم لا يطمحون إلى الكمال، إنما يهدفون إلى تحسين ذاتهم، ويحاولون باستمرار الخروج من دائرة الأفعال والسلوكيّات التي اعتادوا القيام بها، والتوجّه لتغيير نمط حياتهم وممارسة سلوكيات جديدة.
لا يضيعون الوقت في الثرثرة:
الأشخاص الواثقون من أنفسهم لا يتحدثون عن الآخرين، بل يتحدثون عن الأفكار والمشاريع والأهداف والخطط والتطلعات، فالثقة بالنفس تدفع الإنسان دائمًا للأمام، ولا يهتم بما يقوله الآخرين عنه سواء انتقاد أو غيره.
يفضلون طلب المساعدة:
يدرك الأشخاص الواثقون من أنفسهم أن محاولة إنجاز أي شيء في عزلة تامة أمرًا مستحيلًا، لذا غالبًا ما يطلبون المساعدة، ولا يشعرون بالنقص من خلال القيام بذلك، فالأشخاص الواثقون من أنفسهم يحبون مساعدة الآخرين، لكنهم أيضًا يحبون مساعدة الآخرين لهم، لأن أولئك الأشخاص الذين يطلبون المساعدة من الآخرين يعرفون نقاط قوتهم وحدودهم جيدًا، ويدركون أن لا أحد يتمتع بالكمال المطلق.
يتحدثون قليلًا ويستمعون كثيرًا:
إن الأشخاص الذين يثقون في أنفسهم لا يحتاجون إلى إظهار أنفسهم بشكل مفرط للحفاظ على مركز الاهتمام واحتكار المحادثات، بل غالبًا ما يستمعون أكثر ممّا يتحدّثون، ويتقنون فنّ الاستماع، إذ يُصغوا لما يقوله الآخرون، ليزيدوا من معرفتهم في موضوع النقاش قبل أن يعطوا رأيهم، ويتعلموا أيضًا من نقاش الآخرين أشياء جديدة كانوا يجهلونها.
لا تحبطهم أخطائهم:
إحدى الخصائص النموذجية للأشخاص الواثقون من أنفسهم، هي قدراتهم على قبول الإخفاقات والأخطاء التي يمكن أن يرتكبونها، وعندما يحدث خطأ ما، يعترفون به ويعتذرون عنه، ويشحذون همتهم مرة أخرى، دون أن يثبط الفشل عزيمتهم، ويعتبرون الخطأ درس لهم ليتعلموا منه الكثير.
لا يحتاجون إلى التباهي:
يعرف الأشخاص الواثقون قيمة أنفسهم جيدًا، ويعرفون ما يجيدونه، فإنهم يثقون في أن نقاط قوتهم تتألق ولا يتعين عليهم التباهي بها.
يتقبلون النقد من الآخرين:
الأشخاص الواثقون من أنفسهم ليس لديهم مشكلة في الاستماع إلى وجهات نظر الآخرين وأفكارهم وآراءهم، ويتقبلون النقد البناء بصدرٍ رحب، لأنهم يدركون أنهم لا يعرفون كل شيء ويسعدهم التعلم من الآخرين.
يفرحون بنجاحات الآخرين وإنجازاتهم:
يسلط الأشخاص الواثقون من أنفسهم الضوء على إنجازات زملائهم في الاجتماعات أو في العمل، ويشجعون العمل الجماعي، ويمدحون زملائهم في العمل بسخاء، ويبرزون نجاحات وفضائل من حولهم.
يهتمون بعقولهم وأجسادهم:
يدرك الأشخاص الواثقون بأنفسهم أنهم بحاجة إلى الاعتناء بأجسادهم وعقولهم، لذلك يهتمون بالتمارين الرياضية والعلاقات الاجتماعية والأكل الصحي والنوم الكافي، إضافةً إلى الثقافة والعمل الجاد.
يحترمون من حولهم:
إن الاحترام من أبرز سمات الأشخاص الواثقون من أنفسهم، فهم يتجنّبون السخرية من الناس والاستهزاء بهم، كما أنهم يحترمون المواعيد حرصًا على عدم إضاعة وقت الآخرين، ولا يحاولون أن يظهروا بصورة أفضل من غيرهم، فهم يعتبرون قيمة الآخرين لا تقل قيمة عن أنفسهم.
كيفية تعزيز الثقة بالنفس دونما تتحول إلى غرور
يمكن أن يكون الشخص واثقًا بنفسه محبوبًا من الآخرين دون أن يكون مغرورًا، وأينما حلّ هذا الشخص يلفت الانتباه على الفور، ويكون محط إعجاب الجميع دون أن يتفاخر بذلك، ولكن كيف يمكن هذا؟ فيما يلي سنزودك ببعض النصائح ليمكنك تعزيز ثقتك بنفسك دون أن تتحول للغرور والتكبر:
قولي ما تشعرين به أنه صحيح:
يجب عليك أن تكوني صادقة مع نفسك ومع الآخرين، ولا تحاولين قول ما يريد سماعه الشخص الآخر، إنما قولي ما تشعرين به أنه صحيح في ما يتعلق بك أو بالآخرين، سلبًا كان أم ايجابًا.
تنمية نقاط القوة لديك:
من الضروري جدًا معرفة نقاط قوتك واستكشافها، وحاولي جاهدةً تكريس معظم وقتك في تحسينها وتطويرها، لكي تصبحي أكثر ثقة في قدراتك.
الاعتراف بالخطأ والإمكانية المحدودة:
بمجرد معرفتك واعترافك بأنك يمكن أن تكونين مخطئة بأمرٍ ما، أو إدراكك بأنه توجد أشياء عدة لا تجيدينها، يحفز اهتمامك أكثر على تحسين نفسك، فهذه طريقة جيدة لتطوير الذات، والفرصة الوحيدة لتصبحين أفضل وأكثر حكمة.
حافظي على تواضعك:
جميلٌ جدًا أن تشاركي نجاحاتك وإنجازاتك مع الآخرين إذا أتيحت لك الفرصة بذلك، لكن كوني حذرة من التحدث بطريقة التباهي أو التكبر.
كوني المستمعة أكثر مما تكونين المتحدثة:
يجب عليك الموازنة بين الوقت الذي عليك فيه الاستماع وعدم الحديث، والوقت الذي يجب أن تتحدثين فيه، لأن عادةً ما تكون كثرة الحديث وخاصة عن الذات علامةً على انعدام الأمان والضعف والنقص.
الابتعاد عن الأفكار السلبية:
إياكِ وقول: سأفشل بالتأكيد، لكن يجب عليك فقط إعادة صياغتها بعبارات إيجابية مثل: سوف أبذل قصارى جهدي.
مشاركة الآخرين:
قومي بتوسيع مساحات المشاركة مع الأشخاص الذين تشعرين أنهم قريبون منك، كالأصدقاء، أو العائلة، حيث يتيح لك التواصل معهم بالحفاظ على منظور بنّاء.
كوني نسخة من نفسك:
تذكري أن التعلم من الآخرين لا يعني أن تحاولي أن تصبحين انعكاسًا لأحدهم، بدلاً من ذلك خذي منهم الأفضل وابحثي عن طرق جديدة لجعلها خاصة بك، وتأكدي من أن أفعالك تتماشى مع النتائج التي تسعين إليها. ستساعدك المشاهدة والتعلم من الآخرين على التعرف على نفسك بشكل أفضل لأن هذه إحدى أفضل الطرق لتصبحي أفضل نسخة من نفسك.
سمات الأشخاص المغرورين
يوجد بعض العلامات التي يمكن من خلالها الاستدلال والتعرف على الشخص المغرور، ومنها ما يلي:
لديهم رغبة مبالغ فيها في الإطراء:
من السمات المميزة للأشخاص المغرورين أنهم يبحثون باستمرار عن إعجاب الآخرين، لأن غرورهم يتغذى على الإطراء، لذلك يسعى الأشخاص المغرورين دائمًا لإبراز إنجازاتهم سواء كانت حقيقية أو وهمية، ليستمتعوا بكلمات المديح والاعجاب والثناء، لهذا السبب يشعرون بالانزعاج من الأشخاص الواثقين بأنفسهم الغير المبالين بهم، والذين لا يلقون لهم بالًا.
يتحدثون باستمرار عن أنفسهم:
يرتبط الغرور ارتباطًا وثيقًا بالتمركز حول الذات. لذلك، فإن الموضوع المفضل لدى الشخص المغرور هو نفسه. يحاول الشخص المغرور دائمًا احتكار المحادثة لجذب الانتباه إلى نفسه. عندما يتغير الموضوع، سيحاول إعادة توجيهه إلى شخصه، حتى لو تضمن ذلك مقاطعة الآخرين.
لا يعترفون بالأخطاء ولا يقبلون النقد:
الأشخاص المغرورين يدافعون عن احترامهم لذاتهم بشجاعة، لذا فهم عادة لا يعترفون بأخطائهم. إنهم يظنون نفسهم لا يخطئون أبدًا، ويجدون دائمًا مبررًا عندما يلاحظ عليهم أي خطأ أو عيب. الخطأ دائمًا من وجهة نظرهم يقع على عاتق الآخرين أو بسبب الظروف، فهم لا يتحملون مسؤولياتهم ولا يقبلون النقد أيضًا. عندما يرون النقد مصوبًا باتجاههم، فإنهم يتخذون موقفًا دفاعيًا ولا يستمعون إلى ما يقال لهم.
يجدون صعوبة في الاعتذار أو طلب المسامحة:
بما أن المغرورين ليسوا “مخطئين” أبدًا من وجهتهم، فإنهم يجدون صعوبة بالغة في الاعتذار أو طلب المسامحة، لأن بالنسبة لهم الخطأ دائمًا يقع على عاتق الشخص الآخر، وهم أكبر بكثير من أن يخطئوا ويعتذروا عن خطأهم، هذا الموقف المتعجرف هو ما يخلق أشد المشاكل في العلاقات الشخصية.
يخفون نقاط ضعفهم:
لا يمكن أن يغيب شعور الخوف عند الشخص المغرور من أن يكتشف الآخرون نقاط ضعفه، فيتبنى استراتيجية لإخفائهم بمواقف متعجرفة. لهذا السبب، عادةً ما يتحدث بصوت عالٍ، ويريد أن يفرض أفكاره دون إثارة حوار، ويخفي مخاوفه وراء السلوكيات التي تدل على القوة.
لا يرغبون بتعلم الجديد:
بما أن المغرورون يمتلكون قدرًا ضئيلًا من المعرفة الذاتية، فيعتقدون أنهم يعرفون كل شيء، لذلك فهم لا يرغبون بتعلم الجديد، وغير مهتمين بالتعرف على نقاط ضعفهم، ولا يظنون أن لديهم نقاط ضعف أصلًا.
يتبعون أساليب الترهيب والتخويف:
ثبت أن المغرورين مهيمنون اجتماعياً. هؤلاء الناس لا يترددون في التعبير عن غضبهم خاصة ضد الضعفاء عاطفياً، لدرجة استخدام استراتيجيات التخويف لفرض آرائهم وتأكيد تفوقهم. غالبًا ما يعتمد هذا الأسلوب المتعجرف على تقنيات التخويف الفكري.
يرفضون المساعدة:
يُفضّل المغرورون عمل كل شيء بأنفسهم، ولا يُحبون مساعدة أحد، ويرغبون بأن يكون الفضل لهم في الإنجاز حتى لو بذل الآخرون معظم الجهد.
كيف يمكن التخلص من الغرور؟
قد يكون التخلّص من الغرور أمراً صعباً، ولكنّ يجب على الإنسان إعادة التوازن في تصرفاته، لذلك سوف نذكر لك فيما يلي بعض الطرق التي ستُساعدك في التخلص من التكبر والغرور:
- تذكّري أنّه لا يوجد إنسان كامل ومثالي، وفكّري في عيوبك واعترفي بها.
- لا تتعالي على غيرك، وكوني متواضعة، وافتخري بنجاحاتك وإنجازاتك بقدر معقول.
- اجعلي إنجازاتك وأعمالك تتحدّث عنك بدلاً من التباهي المستمرّ بها.
- حاولي معرفة نقاط ضعفك، وذلك من خلال تقبّل الانتقادات البناءة من الآخرين.
- التعامل مع المغرورين لا يجعلك تلاحظين مدى غرورك،
- لذلك ابتعدي عن المغرورين وانتقي من تتعاملين معهم.
- في حال إساءتك للآخرين اعتذري لهم.
- امدحي الآخرين بين الحين والآخر، وأثني عليهم.
- يجب عليك مراعاة مشاعر الآخرين، واحترامهم.
- لا تحاولين أن تُثبتي أنّك دائماً أفضل ممن حولك، ولا تقارني نفسك بهم.
كيفية التعامل مع الشخص المغرور؟
إذا سمحت للأشخاص المغرورين بدخول حياتك وأعطيتهم أهمية كبيرة، فقد ينتهي بهم الأمر بتدمير احترامك لذاتك، مما يجعلك تشعرين بالنقص، ولكن نظرًا لأنه لا يمكنك الهروب منهم، فإن أذكى ما يمكنك فعله هو تعلم كيفية إدارة مواقفهم بالطرق التالية:
لا تمدحي مواقفه المتعجرفة:
يتغذى الغرور على المديح والإعجاب. لذلك تتم محاربة الموقف المتعجرف من خلال القضاء على الوقود الذي يسمح له بالتوهج. هذا يعني أنه لا يجب أن تتأثرين في إنجازاته وقدراته المفترضة، كي لا يجعلك تشعرين بالنقص. للتعامل مع شخص مغرور يجب أن ندرك أننا جميعنا مختلفون، وجميعنا لدينا قدرات ونقاط ضعف مختلفة. وهذا لا يجعلنا أفضل أو أسوأ من الآخرين.
دافعي عن موقفك:
إذا رأيت أنه من غير الممكن الاستمرار في مناقشة شخص مغرور، يجب عليك أن تحافظي على ثباتك وموقفك، ويمكنك حل المشكلة بالقول إنك تحترمين موقفه، لكنك لا توافقين عليه.
عبري عن مشاعرك أمامه:
إذا آلمتك كلمات أو مواقف الشخص المغرور، فلا تترددي بأن تخبريه برأيك في موقفه وتأثيره عليك. لست مضطرةً لأن تكون لديك نبرة انتقامية وحادة، ولكن يجب أن تكوني قادرةً على التعبير عن آرائك ومشاعرك، حتى يتمكن هذا الشخص من إدراك الضرر الذي يسببه بموقفه المتغطرس.
تسلحي بالضحك:
روح الدعابة درع ممتاز أمام الناس الذين يريدون بقصد أو بغير قصد، إلحاق الأذى بك. لذلك، استخدمي روح الدعابة كسلاح لصالحك لحماية سلامتك النفسية. سيساعدك تسليط الضوء على الجانب الفكاهي لتعليقات الأشخاص المغرورين ومواقفهم على عدم الشعور بالحرج، وتعزيز الثقة بالنفس.
الآيات الكريمة التي تحذرنا من الغرور
هناك آيات عديدة من القرآن الكريم يحذرنا الله عز وجل بها من الغرور والتكبر، وسنذكر بعضًا منها:
بسم الله الرحمن الرحيم
- قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾، [سورة لقمان: 18 – 19].
- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ﴾، [سورة القصص].
- قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً﴾، [سورة الإسراء: 37 – 38].
- قال الله تعالى: ﴿إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ * لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ﴾، [سورة النحل: 22- 23]. (صدق الله العظيم).
قد يهمكِ أيضًا: الطرق الكفيلة لعلاج عدم الثقة بالنفس وضعف الشخصية وكيفية تقويتها؟
المصادر: