للبن الأم العديد من الفوائد المذهلة لصحة الأم ولصحة الرضيع حيث أنه يوفر كافة العناصر والمواد الغذائية الضرورية والهامة لصحته ونموه. يعتقد العديد من الناس أن لبن الأم هو علاج سحري يقي من العديد من المشكلات الصحية. لكن تكمن المشكلة أن لبن الأم يسبب حساسية لطفلها الرضيع والذي تؤثر بشكل سلبي على صحته ويسبب له العديد من المشاكل.
في هذا المقال سنقدم لكِ شرح مفصل حول مفهوم حساسية لبن الأم عند الرضيع وأعراضها وكيفية التعامل معها.
مفهوم حساسية لبن الأم عند الرضيع
نستطيع تلخيص الحساسية على أنها رد فعل من الجسم تجاه أي مادة، قد يعاني الأطفال الرضع من الحساسية أيضًا والتي تأتي من حليب الأم، وتسمى أيضًا حساسية اللاكتوز عند الرضيع وسببها عدم تحمل سكر اللاكتوز الذي يوجد في الحليب البقري ومشتقاته، حيث تنشأ هذه الحساسية من لبن الأم والتي تصيب الرضيع عن طريق الرضاعة الطبيعية، حيث تصل بروتينات لبن البقر إلى الرضع عن طريق النظام الغذائي الذي تتبعه الأم ويتم مرورها إلى الرضيع من خلال لبن الأم أو عبر اللبن الصناعي الخاص بالأطفال الرضع وذلك لأن اللبن الصناعي توجد فيه معظم أنواعه بروتينات لبن البقر.
والحساسية من لبن الأم ليست بالأمر السهل فهي تؤدي إلى العديد من الآثار السلبية على حياة الرضيع وخاصة في الأشهر الأولى من عمره، ولكن يصاب بها نسبة قليلة من الرضع بما يقارب 2 – 3 % الذين يعتمد غذائهم على الرضاعة الطبيعية، كما أنه لا يوجد شي يدعو إلى القلق حيث أن نسبة 90 % من هذه الحالات تتعافى وتختفي لديهم أعراض الحساسية بعد إتمام عامهم الأول.
قد يهمكِ أيضًا: أسباب وأعراض وطرق علاج حساسية الحليب
أعراض حساسية لبن الأم عند الرضيع
تختلف أعراض الحساسية من لبن الأم عند الرضيع من طفل إلى آخر، وهي تعتبر رد فعل طبيعي من جهاز المناعة الخاص بالطفل الذي بدوره يعمل على حماية الجسم من أي بروتينات أو أجسام غريبة قد تدخل إليه.
فيما يلي نقدم لكِ أهم أعراض حساسية لبن الأم عند الرضيع، والتي تشمل:
- صعوبة في التنفس.
- حدوث حالات إسهال شديدة مصحوبة مع دم في البراز.
- حدوث إمساك.
- تحول لون الجلد إلى أزرق.
- حدوث حالات حكة شديدة مع إحمرار وطفح جلدي.
- تورم وإنتفاخ في منطقة الشفتين أو اللسان.
- صعوبة في التنفس.
- السعال وحدوث صفير عند التنفس.
- الغثيان.
- وجود غازات والإصابة بالانتفاخ.
- كثرة البكاء مع صراخ متواصل.
- وجود بحة في الصوت.
- الانسداد أو السيلان في الأنف.
- سماع صوت حركة في الأمعاء أثناء الرضاعة وبعدها مباشرةً.
- آلام في البطن.
- دموع أو تورم في العين.
ويجب التنويه إلى أن هذه الأعراض تختلف شدتها من طفل إلى آخر بعضها تكون متوسطة والبعض الآخر خطيرة لذلك يجب مراقبة الطفل دائمًا واستشارة الطبيب فورًا في حال ظهرت هذه الأعراض على طفلك.
الأطعمة التي تسبب حساسية من لبن الأم عند الرضيع
هناك مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تتناولها الأم و تسبب حساسية عند الرضيع والتي تتمثل في الآتي:
- فول الصويا.
- حليب البقر.
- الذرة.
- البيض.
وفي دراسة علمية تم إجرائها على حوالي100 طفل تبين أنه يشتبه في حدوث حساسية من لبن الأم من منتجات الألبان حيث أنها تعتبر سببًا رئيسيًا في حدوث حساسية عند الرضع بنسبة 65% من معظم حالات الإصابة.
كما وأثبت أيضًا أن الفول السوداني وجوز الشجر والشوكولا والقمح من أهم الأطعمة التي تسبب ظهور حساسية من لبن الأم عند الرضيع.
قد يهمكِ أيضًا: دليلكِ الشامل حول أهم الطرق التي تخص تغذية الرضيع
كيفية التعامل مع حساسية لبن الأم عند الرضيع
من المهم التذكير بأنه بعد مرور فترة 30 دقيقة من تناول الأم للوجبة فإنه تنتقل أجزاء صغيرة من البروتينات من المعدة إلى حليبها.
وليس هنالك غذاء للرضيع أفضل من حليب الأم ومع ذلك ليس من الغريب أن يكون حليب الأم ضارًا للرضيع، لذلك إذا شعرتِ أن طفلك يعاني من الأعراض التي ذكرناها سابقًا يجب عليكِ التوجه فورًا إلى الطبيب الذي يقوم يإجراء التحاليل اللازمة للطفل مثل:
تحليل البراز والدم لكي يتعرف على نوع الغذاء الذي بسببه يعاني الطفل من الحساسية، وإذا تبين أن الحساسية بسبب نوع محدد من الأطعمة فيجب أن تتوقفي عن تناولها على الفور.
كما وينصح بالقيام بحمية لمدة أسبوع ثم يتم مراقبة الطفل بعد الرضاعة لمعرفة ما إذا كانت أعراض الحساسية اتجاه لبن الأم سوف تختفي أم لا، عادةً ما تستغرق فترة المراقبة حتى يتم ملاحظة الفرق من 3 إلى 7 أيام، في حال اختفاء الأعراض وإلتزام الأم بعدم تناول الأغذية التي تسبب الحساسية.
من المهم عدم التوقف عن الرضاعة الطبيعية إلا إذا كان الأمر ضروريًا للغاية، وذلك لأن لبن الأم يقدم أفضل غذاء للرضيع خلال الأشهر الستة الأولى من عمره ويقلل من مخاطر وشدة الحساسية ومن خطر الإصابة بالإكزيما لدى الأطفال الرضع.
متى يكون لبن الأم ضارًا على الرضيع؟
توجد عدة حالات يكون فيها لبن الأم ضارًا على الرضيع، وتشمل:
- عندما تكون الأم في حالة اضطراب مزاجي ونفسي.
- تناول الأم بعض أنواع الغذاء الضار على الصحة العامة.
- تناول الأم بعض العقاقير المخدرة والإكثارمن تناول المسكنات، وذلك لأن كل ما تتناوله ينتقل إلى الرضيع من خلال حليبها.
- معاناة الأم من بعض الحالات المرضية مثل: السل، الصرع، الالتهاب الرئوي حيث أن معظم هذه الحالات لها تأئير على الرضاعة الطبيعية.
يجب على الأم تناول الأطعمة الصحية لكي تساعد طفلها على النمو في صحة وحيوية وتعطيه كفايته من جميع العناصر الغذائية.
نصائح للتعامل مع حساسية لبن الأم عند الرضيع
- الحرص على مراجعة واستشارة الطبيب دائمًا، والتزام الأم باتباع نظام غذائي يوصي به، والذي يكون خالي من الحليب حتى لا تنتقل حساسية الحليب من الأم إلى الرضيع عند الرضاعة الطبيعية.
- الالتزام بما يصفه الطبيب من بدائل الحليب للأطفال الذين يعانون من حساسية الحليب مثل: حليب الصويا أو بعض التركيبات التي تمنع حدوث الحساسية لدى الرضيع.
- عدم تقديم حليب الأبقار مباشرة للرضع عند الفطام ويجب الحرص على تجربته بعد فترة مع توخي الحذر، حتى لا يصاب الطفل بحساسية من الحليب.
- الالتزام بنوع الحليب الصناعي الذي يصفه الطبيب للرضيع وفي حال تغييره يجب الحرص على استشارة الطبيب وذلك لأن تغيير نوع الحليب قد يؤدي إلى الإصابة بالحساسية.
المصادر